اسم الله: الشكُور

سبحانه يشكر عبده على ما قدم من عملٍ صالح، وكلمة "عملٌ صالح" لا حدود لها، تكاد لعظمتها واتساعها تملأ ما بين السماوات والأرض.

فهو سبحانه يأمرك بهذا العمل الصالح الذي فيه صلاح دنياك وآخرتك فإذا عملته، سيكون سبحانه هو المستحق لشكرك لدلالتك عليه، وتيسيره لك، وإصلاح حالك به، أليس كذلك؟

ولكنه بكرمه هو من يشكرك عليه!

فهل في الكرم مثل هذا؟ وهل في الجود قريب من هذا؟

كيف يشكرك؟

هذا سؤال تفنى الأعمار دون الإجابة عنه..

فكما أن ذاته سبحانه لا تدركها الأبصار، فإن أسماؤه وصفاته، لا تدرك كيفيتها ومنتهى عملها العقول.

فَِمِن شُكرِهِ سبحانه:

يغفر الذنوب ويستر العيوب، يُوفّي الحسنات ويعظم الأجور، يعطي الصحة والعافية والأبناء والمال، والحياة الهانئة.

يَرزُقك الذِكْر الحسن والسمعة الطيبة.يستجيب دعواتك، ويشعرك بقربه، ويؤنسك بِه.

يَشفيك من أسقامٍ مات غيرك بمثلها، ويرفع عنك بلايا تضَعْضَعَتْ نفوس غيرك بأقل منها.

يَهديك إلى الحق، وقد ضل الكثير عنه، ويثبّتك على الهداية، وقد زاغت عنها أفئدة من هم أذكى منك وأعلم منك وأقدم في الإسلام منك!

اقرأ وتخيل:

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ). 

هل انتهيت؟

لا.

(وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) [البقرة: 261].

سبحانك!

حبة في العمل تتحول بفضله وبكرمه وبشكره لك، إلى سبعمائة حبة في الأجر والثواب.

هؤلاء أنبياؤه عملوا الصالحات وجاهدوا لتبليغ كلماته، فشكرهم بأنْ أعلى ذِكْرِهم وجعلهم قدوات يُقتدى بِهم وخلّد قِصصهم في أعظم كتبه، وحَمَى أعراضهم فلم يسمح لأحدٍ أن يستنقص من قَدْرِهم. أو أن يسيء الظن بهم، وغير ذلك من شكره لهم عز وجل.

فَِمِن شُكرِهِ سبحانه:

يغفر الذنوب ويستر العيوب، يُوفّي الحسنات ويعظم الأجور، يعطي الصحة والعافية والأبناء والمال، والحياة الهانئة.

يَرزُقك الذِكْر الحسن والسمعة الطيبة.

يستجيب دعواتك، ويشعرك بقربه، ويؤنسك بِه.

يَشفيك من أسقامٍ مات غيرك بمثلها.

ويرفع عنك بلايا تضَعْضَعَتْ نفوس غيرك بأقل منها.

يَهديك إلى الحق، وقد ضل الكثير عنه.

ويثبّتك على الهداية، وقد زاغت عنها أفئدة من هم أذكى منك وأعلم منك وأقدم في الإسلام منك!

اقرأ وتخيل:

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ) هل انتهيت؟... لا.

((وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ)) سبحانك!

حبة في العمل تتحول بفضله وبكرمه وبشكره لك، إلى سبعمائة حبة في الأجر والثواب.

هؤلاء أنبياؤه عملوا الصالحات وجاهدوا لتبليغ كلماته، فشكرهم بأنْ أعلى ذِكْرِهم وجعلهم قدوات يُقتدى بِهم وخلّد قِصصهم في أعظم كتبه، وحَمَى أعراضهم فلم يسمح لأحدٍ أن يستنقص من قَدْرِهم. أو أن يسيء الظن بهم، وغير ذلك من شكره لهم عز وجل.

تخيّل معي، عبدٌ من العبيد، خَلَقَهُ الله بقدرته، لم يكن شيئا مذكورا، ثم يقول سبحانه وتعالى عنه:

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) [مريم: 41].

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا)  [مريم: 51].

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ) [مريم: 54].

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ) [مريم: 56]

(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا) [ص: 44].

توقَّفْ قليلاً...

أكْمِل الآن:

(نِعْمَ الْعَبْدُ)  [ص: 44]

الملكُ العظيم يقول عن عبدٍ مِن عَبِيدِه: نِعْمَ العبد!!

يا الله....

يقول سبحانه: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ) [البقرة: 110]

أيّ خير تقدمه لنفسك، ستجد أن الشَكُور الحفيظ، حَفَظَهُ ونمّاه، فتأتي يوم القيامة تجده عنده موفورا، قد عَظُم وبات أكبر من يوم أن فعلتُه!

(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) [البقرة: 110]

(وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ). [آل عمران: 115]

وفي الأثر الضعيف، الحَسَنُ المعنى: "صنائع المعروف تَقِي مصَارِع السوء".

وهذا من شكرهِ، فلم يُضَيّع صنيعَك الحَسَن، بل سيجعله وِقاءً لك عن أن تموت مِيتةً سيئة!

لذلك فشعور أنه سبحانه الشكور وأن الخير كله منه، يجعل العبد على ثقة بربه، مُحسنًا الظن به سبحانه.

قيل لأعرابي: إنك لتموت! فقال: ثم إلى أين؟ قيل: إلى الله! فقال: كيف أَكرهُ أن أُقدِم على الذي لم أر الخير إلا منه؟

شعور عظيم ورجاء بالله كبير ذلك الذي يملأ فؤاد هذا الأعرابي، يقره عليه القرآن الكريم حين يقول الحق سبحانه: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل: 53].

كل شيء؟

نعم كل شيء يحوطك من الصحة والمال والراحة والتيسير والرضا هو منه. قال تعالى: (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) [النساء: 113].

ثلاثةٌ يلجئهم المطر إلى غارٍ، فيصبحون وقد أطبقت صخرة عظيمة على بَابِهِ، فلا يستطيعون الخروج، فيبتهلون ويتوسلون إلى الله بصالح أعمالهم، فيكون شكره لهم سبحانه بأن يجعل مكافأة العمل أو جزءا من مكافأة العمل جزءا من تفريج ذلك الكرب وزحزحة تلك الصخرة العظيمة، وما إن انتهى ثالثهم حتى انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون في الشمس!

اللهُ هو القادر على انتشالك مما أنت فيه.  أعلم جيدا أن لديك من الهموم والكروب ما لا يتناسب مع النجاة منها إلا لفظ، انتشال. 

اعْمَلْ الخير، لينتشلك الله به، كما كان تسبيح يونس سبب انتشاله من بطن الحوت.

إنك تتاجر مع ذي الكرم المتناهي وذي الشكر المتناهي وذي الفضل المتناهي.

ليست هناك احتمالية خسارة في سوقٍ، الله من يُسيّر أمرها.

لن يتركك. ثق بذلك.

لن تسجد لله سجدة إلا ويشكرك عليها شُكرا يليق به وبكرمه. فقط كُن معه.

اللهم أَوْزِعْنَا أن نشكر نِعْمَتِك.. واجعلنا لك ذاكرين.. واهْدِنَا لأعمالٍ تَجْزِل لنا عليها الشُكر ....يا شكور يا حميد.


لأنّك الله - الجزء الأول
لأنّك الله - الجزء الأول
علي بن جابر الفيفي
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00