الله سبحانه جميل، يقول عنه أعلم الناس به صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله جميل يحب الجمال».
فهو جميل في ذاته، ويحب الجمال في غيره، لذلك خلق الخلق على نظام الجمال، وشرع الشرائع وِفق قواعد الجمال!
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «من أسمائه الحسنى، الجميل. وجماله سبحانه على أربع مراتب: جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء.
الفراشة
يرى الملاحدةُ جمال الفراشة، وبديع خلق الله لجناحها ذي النقوش العجيبة، والألوان رائعة الجمال، فلا يُخضِعون عقولهم للخالق، ويقولون: «سبحان الله» بل يبحثون عن مخرج من ورطتهم، فيقولون: إن تلك النقوش والألوان مما منحته الطبيعة (العمياء!) لهذا النوع من الحشرات بغرض لفتِ انتباه الطرف الآخر، ليحصل التزاوج، وبقاء النوع!
مضحكون هم! يستطيعون أن يأتوا بالغرائب ليهربوا من الله!
ولكن نَفَسَهم في هذا الهرب قصير جدا!
إذ بماذا يجيبون عن سر جمال الفاكهة؟ هل الانتخاب الطبيعي هو السبب الذي جعل لونها بهذه الكيفية؟ وشكلها بهذه الفرادة؟ وطعمها بهذه اللذة؟ حتى تجذب إليها حبوب اللِقاح؟
...
سألت ابني وأنا أكتب هذه الكلمات أن يذكر لي شيئا جميلا رآه! فاستغربت من إجابته وهو ما زال في الثامنة من عمره! قال لي: الحياة كلها جميلة!
وصَدَقَ حَفِظَهُ الله وحفظ أبناء المسلمين، وهل هناك زاوية في هذا الكون ينقصها الجمال، أو يعوزها عنصر الإبهار؟