ذكر أهل الكتاب قصة إسحاق ويعقوب التي سنذكرها الآن، وليس في الأخبار الإسلامية تَعرُّض لها. وتذكر قصة أهل الكتاب أنه لما تزوج إسحاق من رفقا بنت بتواييل، وهو في الأربعين من عمره، وجد أن امرأته عاقر، فدعا الله لها فحملت وأنجبت ولدين توأمين؛ الأول اسمه "عيصو" أو "العيص" وهو والد الروم، والثاني "يعقوب" وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل.
وقد كان إسحاق يحب عيصو أكثر من يعقوب، وكانت زوجته "رفقا" تحب يعقوب أكثر من عيصو. ولما كبر إسحاق وضعف بصره، اشتهى طعاما فطلب من ابنه عيصو الذي كان صيادا، أن يصطاد له طعاما ويطبخ له. فأمرت رفقا ابنها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه ويصنع طعاما كما اشتهاه إسحاق، وذلك بعد أن ألبسته ثياب أخيه، فلما فعل ذلك وسأله يعقوب عمن يكون، قال له يعقوب: ولدك. فاحتار يعقوب في الأمر؛ لأن الصوت كان صوت يعقوب أما الملبس فكان ملبس عيصو، ولما فرغ من الطعام دعا له بأن يكون أعظم إخوته مكانة، وأن يكثر رزقه وولده. وجاء العيص بعدها لأبيه وأحضر ما أمره به من قبل، وعرف أن أخاه قد سبقه في ذلك الأمر، فغضب غضبا شديدا، وتوعد أخاه بالقتل.
فلما سمعت أمهما بذلك أمرت يعقوب بالذهاب إلى أخيها لابان بأرض حران والزواج من إحدى بناته. وعندما أتى يعقوب إلى لابان عمه، أراد أن يتزوج ابنته الصغرى راحيل التي كانت أجمل من أختها الكبرى، فاشترط أبوها عليه أن يرعى غنمه سبع سنين، وعندما مرت المدة، زف إليه عمه لابان ابنته الكبرى ليا، ولم يكتشف يعقوب ذلك إلا في الصباح. وعندما عاد لعمه سأله: لم غدرت بي؟ فأخبره أن عاداتهم تقضي بأن تتزوج الأخت الكبرى أولا، وأنه إذا أراد أن يتزوج راحيل فعليه أن يعمل معه سبع سنين أخرى، وهو ما حدث بالفعل، وقد كان ذلك مقبولا في ديانتهم وقتها.
وأنجبت ليا من يعقوب ستة ذكور وبنتا، وتزوج يعقوب بجارية لراحيل التي كانت لا تنجب، وأنجب ذكرين، كما أنجب ذكرين آخرين من جارية ليا، وبعدما دعت راحيل الله بأن يرزقها الذرية من يعقوب، استجاب الله لدعائها وأنجبت غلاما جميلا سمته يوسف، ومن بعده أنجبت ولدا آخر سمته بنيامين، وماتت فور ولادته.