كان أهل مدين قوما عربا يسكنون مدينة مدين القريبة من أطراف الشام وبحيرة قوم لوط، وكان نبيهم شعيب معروفا بالفصاحة، حتى أن بعض السلف كانوا يلقبونه بخطيب الأنبياء. وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك.
كما كانوا من أسوأ الناس معاملة؛ يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما، فبعث الله فيهم رجلا منهم وهو شعيب، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد، ونهاهم عما كانوا يفعلونه من أفعال سيئة. ولكنهم لم يستجيبوا له، بل طلبوا منه أن يرد إليهم من آمن منهم من ملتهم، فحق عليهم عقاب ربهم، وهي الرجفة التي أصابت أرضهم، فزلزلت زلزالا شديدا، وأزهقت أرواحهم من أجسادهم.