كان هود من قبيلة يقال لها عاد، وكانوا عربا يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل باليمن، بين عمان وحضرموت، وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام، كما قال تعالى: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: 7] أي عاد إرم وهو اسم جدهم، وهم عاد الأولى، الذين كانوا أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان.
وقد أرسل الله هودا إلى عاد، وكان رجلا منهم؛ كي يدعوهم لعبادة الله الواحد، ولكنهم ظنوا أنه مجنون بسبب غضب آلهتهم عليه، فقال لهم إنه بريء مما يشركون، وتحداهم أن يكيدوا له كما يشاءون، فلن يصيبه سوء إلا بإذن رب العالمين.
هلاك عاد قوم هود
وأما تفصيل إهلاكهم فكما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24].
فكان أول ما ابتدأهم من العذاب هو انقطاع المطر والجدب والقحط، وحينما طلبوا السقيا رأوا عارضا أي سحابا في السماء فظنوه سقيا رحمة، فإذا هو سقيا عذاب.
وهكذا أهلك قوم هود بريح باردة شديدة الهبوب تتابعت عليهم لثمانية أيام، وتركتهم كأعجاز النخل التي لا رءوس لها، فلم تبق منهم أحدا، ويحتمل أن هذه الريح أثارت في آخر الأمر سحابة، ظن من بقي منهم أنها سحابة رحمة.