إنّها القصّة البسيطة والمرعبة لتطهير فلسطين من سكّانها الأصليّين، وهي جريمة ضدّ الإنسانيّة أرادت إسرائيل إنكارها وجعل العالم ينساها. إنّ استردادها من النسيان واجب علينا، ليس فقط من أجل كتابة تاريخ صحيح كان يجب أن يُكتب منذ فترة طويلة، أو بدافع مهنيّ. إنّ ذلك، كما أراه، قرار أخلاقيّ، وخاصّة الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها إذا أردنا أن نعطي المصالحة فرصة، وأن نتيح للسلام أن يحلّ ويتجذّر في فلسطين وإسرائيل.
"إن التطهير العرقي هو استراتيجية واضحة من مجموعة من الناس لإقصاء مجموعة أخرى غيرهم من مكان ما على أسس دينية أو عرقية أو وطنية. استراتيجية كهذه تتضمن عنفا و تكون مرفوقة بعمليات عسكرية. إنها تتحقق بوسائل شتى من العنصرية حتى الاقتلاع وترافقها تجاوزات لحقوق الإنسان وخرق للمواثيق الحقوقية الدولية. أغلب طرق التطهير العرقي تجاوزات صارخة لاتفاقيات جنيف لسنة 1949وللبروتوكولات الإضافية لعام 1977"
التعريف ل Drazen petrovic درازن بروفيتش من الجريدة الأوروبية للقانون الدولي لعام 1994.
في بلدي يقولون إن الأجانب لا يفهمون ولا يستطيعون أن يفهموا هذه الحكاية المعقّدة، وبالتالي لا حاجة لنا بشرحها لهم، ويجب ألّا نسمح لهم بالتدخّل في محاولات حلّ النزاع إلّا إذا قبلوا وجهة النظر الفلسطينيّة. فأقصى ما يسمح للعالم فعله هو أن يسمح للإسرائيليّين بصفتهم ممثّلين للطرف "المتحضّر" و"العقلانيّ" في النزاع بإيجاد حلّ عادل لأنفسنا وللطرف الآخر "غير المتحضّر" و"الانفعاليّ". ومنذ أن أيّدت الولايات المتّحدة هذه المقاربة المشوّهة حصلنا على عمليّة سلام لم تؤدِّ إلى أيّة نتيجة لأنّها تتجاهل لُبّ المشكلة.
وعندما زارت غولدا مئير, وهي واحدة من الزعماء الصهيونيين الكبار, حيفا بعد أيام قليلة, وجدت من الصعب عليها في البداية أن تكبت إحساساً بالرعب عندما دخلت البيوت حيث كان الطعام المطبوخ ما زال على الطاولات, والألعاب والكتب التي تركها الأطفال (الفلسطينيون) على الأرض, وحيث بدا الأمر كأن الحياة تجمدت في لحظة واحدة.
يظهر أن دولة إسرائيل إنما هي آلة حرب لا يصدر عنها سوى الشر والدمار...وما يثير الرعب هو أن آلة الحرب هذه تقتات على العقيدة اليهودية والقومية الحديثة في آن معاً.
“نحن لم نبك ساعة الوداع! فلدينا لم يكن وقت ولا دمع ولم يكن وداع! نحن لم ندرك لحظة الوداع أنه الوداع فأنى لنا البكاء! طه محمد علي 1988, لاجئ من قرية صفورية”
بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين، وتحضيراً للذكرى الستين لا بد لنا – نحن الفلسطينيين والإسرائيليين وكل محبي هذه الأرض- من المطالبة بأن تتضمن كل كتب تاريخنا ما حدث عام 1948 من جريمة ضد الإنسانية، وذلك لإيقاف مواصلة ارتكاب الجريمة الحالية قبل أن يفوت الأوان.
يتحتم إعادة تعريف الصهيونية باعتبارها حركة عنصرية استعمارية استيطانية، وإسرائيل بوصفها دولة فصل عنصري، وأحداث 48م بوصفها تطهيرًا عرقيًا.. إسرائيل الحالية أشبه بسفينة تيتانك فقد قاربت على الاصطدام بجبل الجليد ومن ثم الغرق.
هذا الكتاب كتب يُعمق القناعة بأن التطهير العرقي في فلسطين عليه أن يتجذر في ذاكرتنا ووعينا كجريمة ضد الإنسانية، وأنه يجب أن يخرج من إطار أنه مجرد تصور لجريمة. ذلك أن المجرمين في هذه الحالة ليس من الصعب الإشارة إليهم, إنهم ينتمون لمجموعة محددة 'لأبطال إسرائيل المستقلة' والذين سيكون على معظم القراء من اليسير التعرف على أسمائهم. اللائحة تبدأ باسم الزعيم الصهيوني الذي لاجدال عليه ديفيد بن غوريون، والذي جرت في بيته أوائل وأواخر التخطيطات لسلسلة حلقات التطهير العرقي. وكانت ترافقه مجموعة صغيرة سأرمز لها بـ ' المجلس'، وهي مجموعة إجتمعت خصيصا للتخطيط لإقصاء الفلسطينيين.