اختراق النمو ببساطة هو اتباع نظام مُعيّن يُمكنه أن يزيد من إيرادات شركتك بمئات أو حتى آلاف المرات، دون الحاجة للعمل بشكل أطول أو أصعب. وهو الشيء الذي سيجعلك تتعلم بمرور الوقت كيف تعمل بشكل أذكى وأكثر كفاءة، مع الاستمتاع في نفس الوقت.
فشركات مثل فيسبوك، تويتر، لينكد إن، سبوتيفاي، إير بي إن بي، أوبر، تحولت إلى شركات بمليارات الدولارات في فترة زمنية قصيرة جدًا، وذلك لأنهم كانوا أول من اكتشف أسرار النمو.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو هوت ميل Hotmail، ففي عام 1996، كان فريق هوت ميل يخطط لإنفاق جميع أموال استثماراتهم على الإعلان. ولكن كان لمستثمرهم فكرة أفضل، فقد عرض عليهم إضافة نص بسيط في أسفل كل بريد إلكتروني يُرسل عبر نظامهم، جاء فيه:
"PS: أحبك. احصل على حساب بريدك الإلكتروني المجاني على هوت ميل."
وبعد 18 شهرًا فقط، كان هذا النص البسيط قد جلب لهم 12 مليون مستخدم دون أي تكاليف إعلانية.
خطة اختراق النمو يجب أن تكون مُهمة لكل شخص في الشركة، لأن اختراق النمو هو عقلية الشركة بأكملها، وليس عقلية شخص واحد أو قسم واحد.
والفرق بين النمو السريع والتسويق، هو أنّ النمو السريع يتعلق بتعديل جوانب مختلفة من الشركة، وهو يشمل كل شيء، بعكس التسويق الذي يركز على جانبٍ واحد أو اثنين فقط.
النمو السريع يشمل فعل أي شيء لزيادة إيراداتك، سواء كان ذلك عبر الجُمل التسويقية بموقعك، أو الحملات الإعلانية، أو البرمجة، أو التصميم، وحتى تحسين الحالة المزاجية لموظفيك.
عليك أن تُركز على هدف واحدٍ، فهذا ما يوحد الشركة بأكملها، ويمكنك تعديله ليتناسب مع احتياجات شركتك، لكن يجب أن يكون كل عضو في الشركة على علم بهذا الهدف الرئيسي.
لتحقيق نجاح هائل من خلال النمو السريع، ستحتاج إلى السرعة الجنونية لتوليد الأفكار في جميع مجالات الشركة، بالإضافة إلى السرعة الجنونية في تنفيذ تلك الأفكار، لأنّ السرعة هي الوقود الأهم لاختراق النمو، فاختراق النمو بدون السرعة أمر مزعج للغاية، مثل سيارة بدون عجلات في وسط الصحراء.
وأخيرًا فإنّ النمو السريع ليس علمًا معقدًا، بل هو مجموعة من المبادئ المباشرة، إذا أتقنتها، سيتحقّق لك ما أردت.
الأسطورة 1: يعتقد الكثير من الناس أن شركات الإنترنت العملاقة الحالية نمت بسبب أن منتجاتها كانت رائعة، وكنت أفكر بنفس الطريقة، ولكن هذه الفكرة خاطئة، فهناك الكثير من التطبيقات الأخرى المُشابهة لها والتي تحمل ميزات ممتازة حقًا، ولكنّها لم تحقق النجاح المطلوب.
الأسطورة 2: قد تعتقد أن المفتاح هو أن تكون الأول، لكن فيسبوك، وأوبر، مثلا لم يكونوا أول من طرح مثل هذه الأفكار، فقد كانت هناك عشرات الشركات التي أطلقت أفكار مشابهة لهم قبلاً، ولكنها فشلت، ولم يعد أحد يتذكرها حتى.
الأسطورة 3: يعتقد أغلب الناس أن شركات مثل فيسبوك، وتويتر، وأوبر نفذت شيئًا سرّيًا رائعًا للغاية، حتى تنمو وتنجح بهذا الشكل السريع والمستمر.
والحقيقة أنّ النمو الضخم الذي تحققه بعض الشركات هو نتيجة لآلاف من التجارب والاختبارات اليومية التي يقومون بها، على الرغم من أن حوالي 80% من هذه الاختبارات قد تفشل، إلا أن كل اختبار يساهم بنجاح صغير في النمو، وعند تسريع عملية الاختبارات، يصبح النمو أكبر وأسرع، مما يساهم في تحقيق النجاح الكبير.
ومن الأمثلة على ذلك، شركة تويتر التي تُجري ما يزيد عن 500 اختبار نمو جديد كل عام.
الأسطورة 4: الأسطورة الشائعة هي أنه يمكنك "اختراق" النمو وتحقيق النجاح بسهولة إذا كنت تمتلك خطة نمو لامعة، لكن في الواقع، هذا ليس صحيحًا. لا يمكنك ببساطة اختراق نمو أي شيء، فالنجاح لا يأتي دون تحقيق ملائمة المنتج للسوق أولاً. بمعنى آخر، يجب أن يكون المنتج أو الخدمة التي تقدمها ملائمة تمامًا للسوق قبل أن تبدأ في تسريع النمو.
