التطبيقات العملية لهذه التقسيمات

بخصوص تقويم هذه الأنواع من حيث الأفضلية فهي كالتالي:

قراءة الثواب والختم، هي قاعدة لكل أنواع القراءات بعدها؛ لأن طلب الثواب والأجر غاية كل قارئ، حتى مع من يتعتع والقرآن عليه شاق، فله من أجرها مع المضاعفة ما أخبر به رسول الله ﷺ، وفي ذلك تشجيع للجميع على الإقبال على هذا القرآن بكل وسيلة.

فكرة تعويد الناس على قراءة حزب يوميا

وتقوم على قراءة حزب واحد من القرآن يوميا، بحيث يختم المسلم القرآن كل شهرين مرة، ويمكن رصد مكافآت للشباب والصغار حتى يتعودوا، ونشر حلقات خاصة لتعليم قراءة القرآن الصحيحة في المساجد أسوة بحلقات التحفيظ، أما الأفضلية فهي لقراءة التدبر والتأمل، ويحتاج هذا النوع الاستعانة بكتب التفسير، أو على الأقل كتب توضح معاني الكلمات القرآنية.

فكرة منهج لتدبر القرآن الكريم والتأمل فيه

يقوم المنهج الذي حدثنا عنه عبد الله بن مسعود وغيره، على مدارسة عشر آيات لا ينتقلون إلى ما بعدها حتى يتعلموا علمها ويعملوا بها، فلو تم تنفيذ مشروع علمي مقسم إلى سبعمئة درس من القرآن الكريم يتضمن كل درس شرح وحفظ عشر آيات مع ما تضمنه من تطبيقات عملية، سيمكننا خلال كل دورة تطبيقية لهذا المنهج لمدة ثلاث أو خمس سنوات إخراج أجيال ممن يحيون بالقرآن ويطبقونه.

برامج مقترحة للمراجعة وضبط الحفظ 

1- أن يبدأ الحافظ بمراجعة نصف حزب كل يوم يكرره من ثلاث إلى خمس مرات، ثم يزيد إلى حزب مع التكرار لمدة عام، ثم الانتقال إلى مراجعة جزء يوميا، ويمكن للحافظ أن يبدأ المراجعة بالكتابة بالإملاء الهجائي أولا ثم يتدرب على الرسم العثماني

2- مراجعة كتابية يومية لكل حافظ.

3- جعل اختبارات القرآن الكريم قسمين:

- قسم شفوي ويكون بعد اجتياز الاختبار التحريري، وقسم تحريري سواء بالرسم العثماني أو الإملائي.

منهج تطبيقي لحفظ القرآن وإتقانه

ويقوم على طريقتي التكرار والكتابة، ومن المتوقع أن يحصل المطبق بعد تطبيقه على ختم القرآن قراءة بالنظر مرة واحدة على الأقل، وختم القرآن غيبا أكثر من اثنتي عشرة مرة، وكتابة القرآن كاملا بالرسم الإملائي مرة واحدة، وكتابة القرآن بالرسم العثماني مرتين، ومعرفة معاني الكلمات في القرآن، بالإضافة إلى ثبات الحفظ وندرة الشكوك، وقراءة الورد أثناء القيادة والانتظار دون الحاجة إلى المصحف.

مدة تنفيذ البرنامج كالتالي:

  • وجه واحد يوميا، المدة المتوقعة ثمانية وعشرون شهرا، وجهان يوميا، المدة المتوقعة أربعة عشر شهرا، أربعة أوجه يوميا، المدة المتوقعة ثمانية أشهر.
  • قراءة الأداء والترتيل، وهي طريق الوصول الأوحد إلى درجة الإتقان، وشرط لحصول السند الذي يتصل برسول الله ﷺ عن جبريل - عليه السلام - عن رب العزة والجلال.
  • أما قراءة القراءات فتعد قراءة خواص الحفاظ، وبها يستمر التواتر في سند الروايات؛ لأن من شرط الرواية أن يتناقلها جمع عن جمع عن مثلهم إلى رسول الله ﷺ، ومن المهم جدا في هذا النوع عدم الولوج فيه حتى يثبت الحافظ حفظه.
  • قراءة الاستشفاء والبركة، هناك ثلاثة أمور نص الله ورسوله ﷺ على الشفاء فيها وهي: (القرآن والعسل وماء زمزم)، فمن خلط ثلاثتها انتفع - بإذن الله - .
  • وأما قراءة الاستماع والإنصات فهي ديدن القراء من أصحاب الأصوات الندية الذين يتسابقون على طرح إصداراتهم بغية انتفاعهم بأجر كل من استمع إليها.

الثمرة العملية لهذا التقسيم هي تحفيز المسلم على تقسيم جدوله على جميع هذه الأنواع، فمثلا عند دخول رمضان يقوم بتخصيص ساعة لقراءة الثواب والختم، وساعة أخرى لقراءة الحفظ والمراجعة، وساعة ثالثة للقراءة مع التفسير والتدبر، وفي غير رمضان يلتزم الحافظ وقتا لتحسين أدائه على يد أحد القراء المتقنين في جلسات قراءة الأداء والترتيل، وبعد أن يتم سند القراءة لفحص مثلا، يبدأ بقراءة القراءات، ولا غنى للمسلم عن قراءة البركة والاستشفاء ضمن ورد يومي للأذكار.

الخاتمة

بقي أن أهمس بلطف مع بعض الفضلاء ممن اعتادوا أن ينتقدوا قراءة القرآن قراءة الثواب والأجر في رمضان أو غيره من شهور العام، وكأنما تناسوا فعل سلف الأمة الصالح، وقد روي عن بعضهم أنه كان يختم القرآن في ركعتين، وقد أخبرني غير واحد أنهم بقراءتهم لبعض تلك الانتقادات ضعف انكبابهم على قراءة القرآن في بداية شهر رمضان، فالأولى بالعلماء توجيه الناس لمخالطة  بعضهم بعضا بأخلاق وهدايات القرآن، لا أن يزهدوا العامة في الانكباب على كتاب ربهم قراءة بحجة أن هذه القراءة سبب ضعفهم.

فهذا التقسيم الذي بينته لأنواع مقاصد قراءة القرآن هو تقرير لإحدى غايات التأليف؛ وهي الوصول إلى تقسيم يحقق شمولا لأغراض القراءة القرآنية، وينضوي تحت هذا التقسيم جميع القراء دون أن يحقر أحد ما هو فيه من القراءة، وأخيرا فإن إخلاص النية هو أصل الأمر، فأفضل أنواع القراءة ما كان فيه الإخلاص لله أكمل وأدوم، فرب قارئ وحده معجب بنفسه يوشك أن يحبط عمله، ورب قارئ يقرأ أمام جمع من الناس يعجبهم صوته، ومع ذلك فهو غير ملتفت لغير الله.

جدول المنهج التطبيقي لحفظ القرآن وإتقانه 

مسارات الحفظ أو المراجعة

إذا حفظت أو راجعت في كل يوم

فالمدة التقريبية المتوقعة لتنفيذ المنهج كاملاً

فإذا ختمت القرآن الكريم كاملا بتطبيق المنهج

فالمدة الزمنية التقريبية للختمة الواحدة

المسار الأول

وجه واحد من المصحف

28 شهرا

أكثر من 16 مرة

ختمة كل شهرين

المسار الثاني

وجهين

14 شهرا

أكثر من 16 مرة

ختمة شهريا

المسار الثالث

ثلاثة وجوه

7 أشهر

أكثر من 16 مرة

ختمة كل نصف شهر

المسار الرابع

أربعة أوجه

5 أشهر

أكثر من 16 مرة

ختمة كل عشرة أيام


كيف تقرأ القرآن في رمضان
كيف تقرأ القرآن في رمضان
سهيل بن محمد قاسم
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00