وهي قراءة الحفاظ، وغايتهم تثبيت الحفظ في صدورهم وإتقانه، ويدل على هذا النوع من القراءة قوله صلى الله عليه وسلم: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها"، ومن مخرجات هذا النوع خطاطون متقنون، وحافظون متقنون؛ ليقرؤوه ويراجعوه، وقد حفظ القرآن الكريم في بلاد المغرب العربي برسمه وضبطه، أما أهل المشرق فيتميز حفظهم بالأداء، ويسمى (حفظ الصور)؛ بمعنى أن حفظهم مرتبط بموضع الآيات في كل صفحة، لذا يجب عليهم مراجعة حفظه من نفس المصحف، أما الحافظ المغربي فيستطيع مراجعة حفظه من أي مصحف.
ويهتم الحافظ المشرقي عند تجويده للحفظ بتقليل المتشابهات، أما الحافظ المغربي فلا يكترث بها، بل إن الخطأ في حفظه نادر، ولكن لدى الحافظ المغربي مشكلة متعلقة بعدم حفظ ترتيب السور في المصحف؛ لأنه كان يحفظ كل سورة بشكل مستقل، بعكس الحفاظ المشارقة. وبالعموم فإن أفضل الحفاظ إتقانا أكثرهم تعاهدا للقرآن، وما يجمع الحفاظ هو الحفظ عن طريق السمع ونبرة القراءة.
تقوم على الاستفادة من طريقة المغاربة في إتقان الحفظ والمشارقة في إتقان الأداء، فيكون للطالب شيخان؛ أولهما مغربي لضبط الرسم العثماني، والثاني مشرقي لضبط الأداء القرآني؛ لتخريج حفاظ متقنين يتميزون بقوة الحفظ وثباته، وبحسن الأداء وجماله.