لَبَّس عليهم إبليسُ من وجوهٍ كثيرةٍ، أولُّها: أنّه يُريهم أنّ اللَّه عزَّ وجلَّ يُحبُّهم، ولولا ذلك مَا ولّاهم سُلطانَه، وينكشفُ هذا التلبيسُ بأنهم إن كانوا نُوّابًا عنه فِي الحقيقةِ، فليِحكموا بشرعِه وليَتّبِعوا مرضاتَه، فحينئذٍ يُحبُّهم لطاعتِه، فهناك مَن قال اللهُ فيهم: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}. (آل عمران- 178)
وثانيها: أنه يَقُولُ لهم الولايةُ تفتقرُ إِلَى هيبةٍ، فيتكبرون عَنْ طلبِ العلمِ ومجالسةِ العلماءِ بآرائهم فيُتلِفون الدينَ.
وثالثها: أنّه يُحسّنُ لهم العملَ برأيِهم، فيَقطعون مَن لا يجوزُ قطعُه، ويقتلون مَن لا يحلُّ قتلُه، ويُوهمُهم بأنّ هذه سياسةٌ، وأنّ الشريعةَ ناقصةٌ تحتاجُ إِلى إتمامٍ ونحنُ نُتمُّها بآرائنا.