ذُكِرت قصة خلق آدم عليه السلام وزوجه حوّاء في مواضع متفرِّقةٍ من القرآن، لمْ يتدرّج لها المؤلف تفسيرًا سوى بذكر آيات سورة البقرة الحاكِية لقصة خلقه وموقف إبليس من امتناعه عن السجود له.
يقتضي تفسير القرآن إلى أنّ خلق حواء كان قبل دخول آدم الجنة التي أمره الله أن يسكن فيها وزوجه، وحُكى عن بعضٍ من الصحابة أنّ آدم عند دخوله الجنّة ليسكن فيها، نام نومةً فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة. خلقها الله من ضلع آدم. فسألها مَن أنتِ؟ قالت: امرأة، فقال ولمَ خُلِقتِ، قالت: لتسكُن إليَّ. فقالت له الملائكة يبغون من عِلمه: "ما اسمها يا آدم؟"، قال: "حواء، لأنّها خُلِقتْ من شيءٍ حيٍّ".
وفي وصف آدم عليه السلام، روى الحافظ بن عساكر أنّ رسول الله ﷺ قال: «أباكم آدم كان كالنخلة السَحوق، ستين ذراعًا، كثير الشعر، موارَى العورة، فلمّا أصاب الخطيئة بدَت له سوأته، فخرج من الجنّة فلقِيته شجرةٌ فأخذت ناصيته، فناداه ربّه: أفِرَارًا منِّي يا آدم؟ قال: بل حياءً منك والله يا ربّ مما جئتُ به».
وفي خطيئة آدم عليه السلام، يأتي القرآن بأنّه قد أكل وزوجته من شجرةٍ منعه الله من الاقتراب منها، وتفرّد الإمام أحمد بتفسير آيات سورة طه بقوله أنّ حواء أكلت من الشجرة قبل آدم وهي التي حثته على أكلها والله أعلم. وهكذا هبطا للأرض ليسكنا فيها.
وعن الإمام أحمد قال النبيّ ﷺ: «إنّ الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك. والخبيث والطيب والسهل والحزِن وبين ذلك».
عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "حاجّ مُوسى آدم عليهما السلام، فقال له: "أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم". قال آدم: "يا مُوسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمرٍ قد كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني أو قدّره عليّ قبل أن يخلقني؟". قال رسول الله ﷺ: "حجّ آدم مُوسى".
كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية، وكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، وجارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر. حتى ولد له قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع، وهابيل صاحب ضرع، وكان قابيل الأكبر، وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل، وطلب هابيل أن ينكح أخت قابيل، فأبى عليه، وقال: "هي أحسن من أختك، وأنا أحق أن أتزوجها"، فأمره آدم أن يزوجه إياها، فأبى "رفض"، فقربا قربانا، وكان آدم قد ذهب إلى مكة.
قرّب هابيل ذبيحة سمينة، وقرب قابيل حزمة سنبل، فنزلت نارٌ فأكلت قربان [هابيل]، وكانت هذه هي علامة القبول، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: "لأقتلنك حتى لا تنكح أختي"، قال هابيل كما ذكر تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ} [المائدة ٢٧-28]، فأتبع قابيل هابيل وهو في ماشيته فقتله، فلما قتله سقط في يده [لا يدري] كيف يدفنه ، إلى أن بعث الله غرابين فاقتتلا، فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له ثم حثا عليه، فقال حينئذ: أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب.
وقيل أنّ قابيل قد قتل هابيل عند جبل قاسيون شماليّ دمشق في مغارَةٍ يُقال لها مغارة الدم.
ومعنى شيث، هبة الله، وسُميّ بذلك لأنّ آدم رُزق به بعد أن قُتل هابيل. ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، وعلّمه ساعات الليل والنهار، وعلّمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك. ولما تُوفي آدم عليه السلام وكان ذلك يوم الجمعة، جاءته الملائكة بحنوطٍ- وهو كلّ ما يُطيَّب به الميّت- وكفنٍ من عند الله عز وجل من الجنة.