الإيمان بالملائكة جزء من الإيمان، فلا يتمّ إيمان المسلم إلَّا إذا آمن بوجودهم، وبأعمالهم التي كلّفهم الله بها. وهذه المخلوقات من ذوات الأجنحة، لكنّها تختلف تمامًا عن المخلوقات التي نعرفها في عالمنا المادّيّ؛ فهي مخلوقة من نورٍ، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه: «خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجَانُّ من مَارِجٍ من نار، وخُلق آدم ممّا وُصِفَ لكم».
وأهمّ ما تقوم به الملائكة هو تسبيح الله عزّ وجلّ وتعظيمه، وبعضهم يتنزّلون على الإنسان بالسكينة والطمأنينة كلَّما أقبل على الله تعالى، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) سورة [فصّلت الآية ٣٠].
وظائف الملائكة: إنّ أعمال الملائكة كلّها مرتبطة بالحقّ؛ فهم أطهارٌ، وليسوا كالإنس والجنّ الذين يعصون الله ويحيدون عن الحقّ، لذلك فإنّ أوَّل وظائفهم هي عبادة الله، وذلك بالتسبيح له ليلًا ونهارًا دون مللٍ ولا تعب، بالإضافة إلى طاعته طاعة مطلقة. ومن وظائفهم أيضًا حمل الوحي إلى الأنبياء والرسل، مثل تكليف جبريل عليه السلام بتبليغ كلام الله تعالى ووحيه إلى سيّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
كما أنّ الاستغفار للمؤمنين عند الله هو إحدى وظائف الملائكة، وهي لا تقوم بذلك إلَّا بإذنٍ من الله، وأيضًا فإنَّ من وظائف الملائكة الأخرى تسجيل أعمال البشر وحفظها، كما تفعل الملائكة التي على يمين الإنسان وعلى شماله، وقبض الأرواح حين ينقضي أجلها الذي حدّده الله لها، والنفخ في الصور مرتيّن بإذن الله، مرّة يُصعق بها من بقي حيًّا في السموات والأرض إلَّا من شاء الله تعالى، والمرّة الأخرى يُبعث فيها الموتى ليقضي الله بينهم بالحقّ، ذلك كلّه بالإضافة إلي ترحيبهم في الجنّة بالمؤمنين، وتعذيبهم الكافرين في النّار، بالإضافة إلى القيام بأعمالٍ أخرى يأمرهم الله بها.