النبي ﷺ والصحابة رضي الله عنهم ألقوا الكثير من الخطب في عدة مناسبات مختلفة، وكانت تلك الخطب تلقى على الناس في الحج والغزوات والجمع والجماعات وغيرها، وكانوا يخطبون الناس ويحرضونهم على امتثال الأوامر، ويزهدونهم في الدنيا ويرغبونهم في الآخرة.
أولى خطب سيدنا محمد ﷺ: كانت أول خطبة في المدينة، وكذلك أول خطبة ليوم الجمعة، وكان يبدأ عليه الصلاة والسلام الخطب بالحمد لله والثناء عليه. وقد خطب رسول الله ﷺ لما نزل الحجر في غزوة تبوك، وكذلك لما فتحت مكة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لما فتحت مكة على رسول الله ﷺ قال: "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر"، لأن خزاعة كانوا من حلفاء النبي في صلح الحديبية، وبنو بكر قد حالفوا قريشًا، فأمر النبي ﷺ المجاهدين فكفوا السلاح في فتح مكة رعاية للحرم.
خطبة عظيمة للنبي في استقبال رمضان: قال فيها: "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر" إلى آخر الخطبة، وأظلكم أي؛ أشرف عليكم وقرب منكم". وللنبي خطب كثيرة أيضًا في شهر رمضان ومنها، خطبته ﷺ في مغفرة ذنوب المسلمين في أول ليلة من رمضان، وخطبته في حبس الشياطين واستجابة الدعاء في رمضان، ومن خطب النبي ﷺ خطبته في الحج، وفي الدجال ومسيلمة ويأجوج ومأجوج والخسف وغيرها. وكان للنبي ﷺ خطب جوامع أيضًا، وفي آخر خطبة للنبي ﷺ قال: "إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله".
كيفية النبي ﷺ وقت الخطبة: كان إذا خطب الناس احمرت عيناه، ورفع صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش، ثم يقول: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى.
خطب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: كان لخليفة رسول الله ﷺ أبي بكر الصديق رضي الله عنه خطباته لما ولي الخلافة، وله خطب كذلك في التقوى والعمل للآخرة، والاعتبار بمن مضى، وخطب جامعة وغيرها، ولعمر بن الخطاب خطب منها عندما فرغ من دفن أبي بكر، وحينما ولي الخلافة، وفي النهي عن المغالاة في المهور، والنهي عن الكلام في القدر، وخطب جامعة وغيرها.
خطب عثمان وعلي رضي الله عنهما: عندما بويع سيدنا عثمان بن عفان، خرج إلى الناس فخطبهم، وله أيضًا خطب عديدة متفرقة، وفي آخر خطبة لها قال: إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يُعطِكمُوها لتركنوا إليها". أما سيدنا علي بن أبي طالب، فقد كانت أول خطبه له حين استخلف، وله خطبة في فضل العشيرة للرجل، وخطب رمضان وغيرها.
وكذلك كانت هناك خطب لأمير المؤمنين الحسن بن على رضي الله عنهما، ولسيدنا معاوية بن أبي سفيان، وعبدالله بن الزبير، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.
