تحمل المكروه والشدائد: كان الصحابة يجدون الخير في تحمل المكروه والشدائد، يقول: يمتثلون الأمر مع خلاف الظاهر، ولذا عندما أمرهم النبي ﷺ بالقتال قالوا: نعم يا رسول الله ولا نقول كما قلت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، ولكن انطلق يا محمد وإنا معكم نقاتل.
التوكل على الله، وطلب العز بما أعز الله به: فكان الصحابة يتوكلون على الله ويرفضون التنجيم وكلام أهل الباطل، وكان عمر رضي الله عنه يقول : إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا به أذلنا الله.
إخلاص النية لله تعالى: قال معاذ بن جبل عندما سأله عمر عن قوام هذه الأمة؟، قال: ثلاث وهن المنجيات: الإخلاص وهي الفطرة، والصلاة وهي الملة، والطاعة وهي العصمة.
الاستنصار بالله تعالى والقرآن والأذكار
كتاب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في الاستنصار بالله تعالى ، لما أبطا في فتح مصر، فلما قرأ عمرو الكتاب أمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين، ثم يرغبون إلى الله ويسألونه النصر، ففتح الله لهم.
تعليمه ﷺ أصحابه الاستنصار بآيات القرآن العظيم: عن إبراهيم بن الحارث قال" وجهنا رسول الله ﷺ في سرية، فأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115] فقرأناها، فغنمنا وسلمنا.
وقد أمر سعد الناس بالاستنصار بالتكبير والحوقلة يوم القادسية، وكان خالد بن الوليد يستنصر بشَعر النبي ﷺ ، الذي كان يضعه في القلنسوة التي كان يرتديها في الفتوحات، وكانوا الصحابة يتنافسون في الفضائل، ويستخفون ببهجة الدنيا وزينتها، فعندما دخل ربعي رضي الله عنه على رستم أقبل يتوكأ على رمحه، ويزج (أي يطعن بالزج) النمارق والبسط، فما ترك لهم نمرقة ولا بساطًا إلا أفسده.
ماذا قالت الأعداء في غلبة الصحابة عليهم
قول رجل من عظماء الروم لهرقل في أسباب غلبة الصحابة رضي الله عنهم: عندما سأل هرقل عن سبب هزيمة المسلمين لهم قال له شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم؛ (أي ينصف بعضم بعضا)، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب، ونظلم، ونأمر بالسخط، وننهى عما يرضي الله، ونفسد في الأرض، فقال: أنت صدقتني.
وختامًا، فهؤلاء الصحابة كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله لصحبة نبيهه ولإقامة دينه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من كان مستنًا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة"