تعليمه ﷺ لبعض أصحابه آداب الدعاء
مر رسول الله ﷺ على رجل وهو يقول: الله إني أسألك الصبر، فقال رسول الله ﷺ : "سألت الله البلاء فاسأله المعافاة" لأن المعافاة أوسع، وكل أحد لا يقدر أن يصبر على البلاء وهذا يكون قبل وقوع البلاء، وأما بعده فلا مانع من سؤال الصبر بل هو مستحب.
رفع اليدين في الدعاء والمسح بهما: وكان من هدي النبي في الدعاء رفع اليدين، والمسح بهما وجهه، وكان يأمن ﷺ على دعاء زيد وأبي هريرة، وكذلك فعل عمر فقد طلب من الناس التأمين على دعاؤه عام الرمادة، وعندما ذهب عمر إلى العمرة قال له النبي ﷺ : " لا تنسانا يا أخي من دعائك"، وهذا يعلمنا طلب الدعاء من الصالحين، ومن الكلمات التي كان يستفتح بها الدعاء، " اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"، قال عنها النبي " لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب"
دعوات النبي ﷺ لأمته: وقد دعا ﷺ بالمغفرة لأمته عشية عرفة، وفي غيرها، ودعا لعائشة رضي الله عنها، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، ودعا أيضًا لأهل بيته رضي الله عنهم، ومن دعاء النبي قوله بعد الصلوات " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، ونقل عنه الصحابة الكثير من الأدعية الأخرى التي كان يقوم بها عقب الصلاة، وكان يقولها ﷺ في الصباح والمساء وعند النوم والانتباه كذلك.
وكان النبي ﷺ يدعو كذلك في المجالس وعند دخول المسجد والبيت والخروج منهما، وعند السفر وفي وقت السحر وعند الوداع فقد كان يقول "أستودع الله دينك" إلى آخر الدعاء، وعلمنا أيضًا الدعاء عند الطعام والشراب واللباس، ورؤية الهلال وعند الرعد والسحاب والريح.
وكان ﷺ يحب الجوامع من الدعاء، وكان يعلمها للسيدة عائشة وللصحابة ومنها: "اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد ﷺ ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد ﷺ ، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله". وكذلك كان يستعيذ من الجن، ومن العجز وغيرها. وكان يعلم الصحابة الدعاء كذلك.
دعوات أصحاب ﷺ : أما الصحابة فكانت لهم دعواتهم أيضًا، نذكر منها دعاء معاذ بن جبل عندما كان يتهجد " اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم"، إلى آخر الدعاء، ودعاء أبي هريرة " اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي"، وكذلك كان الصحابة يدعوا بعضهم لبعض.
