الخلاصة من كل ما سبق، هو التركيز على الهدف، وهو إثبات أن الشركة الناشئة يمكن أن تصبح شركة مستدامة. وللوصول إلى هذا، يجب على الشركة الناشئة تقييم مستوى تقدمها، ولكن المشكلة أنّ ممارسات المحاسبة التقليدية لا تعمل بشكل جيد لتقييم تقدم الشركات الناشئة. وبدلاً من ذلك، تتطلب الصناعات الثورية نوعها الخاص من المحاسبة، وهو محاسبة الابتكار.
وإليك كيفية القيام بذلك:
أولا. استخدام منتج قابل للتطوير لإنشاء بيانات أساسية.
ثانيا. تحسين المنتج وضبطه.
ثلاثة. إذا استمر المنتج في التحسن، قم بالتحويل إلى استراتيجية جديدة، وابدأ العملية من جديد.
عليك أن تُصمّم أول منتج قابل للتطوير لاختبار الافتراضات الأكثر خطورة في خطة العمل. فعلى سبيل المثال، قد تفترض شركة إعلامية أنها قادرة على بيع الإعلانات، ولكن يجب عليها أولاً اختبار ما إذا كانت قادرة على جذب انتباه المستهلك أم لا.
بعد إنشاء البيانات الأساسية، حاول تحسين النتائج.
يجب أن يعلمك كل تكرار للمنتج، المزيد عن احتياجات عملائك.
إذا كنت تسير في الاتجاه الصحيح، فستتحسن مقاييسك. وإذا لم تتحسن مقاييسك بشكل كبير بمرور الوقت، فأنت تعلم أنه حان الوقت لتغيير المسار.
قم بتحليل المجموعات. من خلال تقسيم البيانات إلى مجموعات من العملاء، والنظر في أداء المجموعات المختلفة، يمكن أن يساعدك ذلك في فهم ما إذا كان النمو الحقيقي يحدث.
لا تنخدع بالمقاييس الجذابة، واحذر من المقاييس الزائفة.
يمكن قياس الأعمال بطرق عديدة، لكننا جميعًا نفضل تلك الأرقام التي تجعلنا نبدو في أفضل صورة، لذلك كن صادقًا مع نفسك.
يمكن لاختبارات التقسيم أن تكون مفيدة، وهي عبارة عن إعطاء إصدارات مختلفة من المنتج لأشخاص مختلفين، وهو ما قد يساعد في تحديد ما يريده العميل وما لا يريده.
وإذا اختبرت ميزات إضافية ولكنها لم تغير سلوك العميل، فاسأل نفسك ما إذا كانت هذه الميزات مهمة أم لا.
يجب أن تكون المقاييس قابلة للتنفيذ، ومتاحة، وقابلة للمراجعة.
فما معنى ذلك بالضبط؟
-قابلة للتنفيذ: أي يجب أن تُظْهِر السبب والنتيجة بشكل واضح؛ ولا يُسمح بأي مقاييس مضللة.
-مُتاحة: أي يجب أن يفهم الناس البيانات. فيمكن للتقارير المعتمدة على المجموعات أن تجعل الأرقام أكثر إنسانية، وهي تُظْهِر كيف تعكس الأرقام سلوكياتِ ومواقف الأشخاص الحقيقيين.
-قابلة للمراجعة: أي يجب أن يثق الجميع داخل الشركة في المقاييس، ويجب أن يكون نظام إعداد التقارير شفافًا بدرجة أو بأخرى. ومن الجيد دائمًا أن يقوم المديرون بفحص البيانات عن طريق التفاعل مع العملاء الحقيقيين من وقت لآخر.
إذا لم تنجح فكرتك، فأنت بحاجة إلى تغيير استراتيجيتك. فالمثابرة في الطريق الخطأ، أمر غير حكيم.
لا يعني ذلك أنك ستتخلص من كل شيء وتبدأ من جديد؛ بل عليك البناء على ما تعلمته حتى الآن. إن معرفة الوقت المناسب لتغيير مسارك هو نوع من الفن. وقد تشير التجارب غير الفعالة في المنتج أو في تطوير المنتج غير المثمر إلى أن الوقت قد حان للتغيير.
إن التغيير يتطلب بعض الشجاعة. وفي بعض النواحي، يعد هذا اعترافاً بالفشل، ولا أحد يحب ذلك. فالناس يؤجلون قرار التغيير هذا، لأن الإنكار حينها يكون مغريًا.
وفي نهاية المطاف تفشل بعض الشركات لأنها لا تقوم بالتغيير عندما يكون ذلك ضروريًا.
يتطلب اتخاذ قرار تغيير المسار تفكيرًا موضوعيًا وغير متحيز.
يجب عقد اجتماعات تغيير المسار أو الاستمرار بانتظام وحضور فرق تطوير المنتجات وقيادة الأعمال.
في هذه الاجتماعات، يجب على فريق تطوير المنتجات الإبلاغ عن مقاييسه فيما يتعلق بالأداء السابق، ويجب أن يتمتع فريق قيادة الأعمال بفهم قوي للعملاء. يمكن إضافة متخصصين ومستشارين آخرين إلى هذه الاجتماعات عند الحاجة.
يصفُ دليل التغييرات طرقًا مختلفة لتغيير الاتجاه، ولكن لا توجد صيغة محددة يمكن اتباعها.
فإحدى الطرق مثلا هي التركيز على ميزة واحدة للمنتج، وجعلها المنتج الرئيسي. وربما يتضمن التغيير توسيع النطاق ليشمل منتجاً أكبر.
هناك طريقة شائعة أخرى وهي التركيز على الشيء الذي أَعْجَبَ الناس في النسخة السابقة. قد يتطلب الأمر تغيير فئة العملاء عندما يكون المنتج جيدًا، ولكنك كنت تعرضه على الأشخاص الغير ملائمين له.
هناك العديد من الطرق المختلفة لتغيير المسار، ولكن أهم شيء هو الاستراتيجية التي تقوم عليها هذه التغييرات. فكل موقفٍ منها يختلف عن الآخر، لذا لا توجد قواعد صارمة وسريعة حول أفضل الاستراتيجيات التي يجب تبنيها. وبغض النظر عن الاستراتيجية التي تختارها الشركة الناشئة، يجب أن تكون عملية تغيير المسار منظمة ومدروسة جيدًا.
