الفصل الثامن: كلمات ترامب

كلمات ترامب نفسها كانت سببًا في تدهور موقفه أكثر من مرة.

في الغالب، يجد ترامب صعوبة في تصوّر أنه قد يكون مسؤولًا عن أي من مشاكل إدارته. فبالنسبة له، كل ما يتعلق بروسيا كان خطأ جيف سيشنز.
"كيف يعقل أن ينأى بنفسه عن التحقيق ولا يقوم بحمايتي؟ هذا غير منطقي"، هكذا كان تفكيره.

ترامب معتاد أيضًا على التعرض للكثير من الانتقادات بسبب تغريداته الصباحية التي لا يمكن السيطرة عليها على تويتر، والتي تستهدف أشخاصًا مختلفين يعتقد أنهم أساءوا إليه بطريقة ما. ومع ذلك، كلما سُئل عن هذه التغريدات، كان دائمًا ما يرد بنبرة متعجرفة، "ما المشكلة؟"، وكأن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة.

على سبيل المثال، عندما بدأ مقدما برنامج Morning Joe على قناة MSNBC ينتقدان ترامب بشكل متزايد، لجأ إلى تويتر وكتب أن ميكا بريجنسكي، إحدى المذيعتين، حضرت إلى إحدى حفلاته وكان وجهها ينزف بسبب "عملية شد وجه".
هذا التصريح أثار غضبًا واسعًا، إذ لم يسبق لرئيس أمريكي أن شارك مثل هذا الكلام في العلن.

لم يكن مفاجئًا أن يشعر بانون بالذهول من هذه الحماقة العلنية، فانفجر غاضبًا واصفًا ترامب بأنه "أكثر سياسي غير منضبط في التاريخ".
وبعد فترة قصيرة من صدور كتاب The Devil's Bargain للكاتب جوشوا غرين – والذي نسب الفضل في فوز ترامب لبانون وليس لترامب نفسه – تصاعد التوتر بين الاثنين حتى تم طرد بانون من البيت الأبيض.

وبحلول أكتوبر 2017، بدأ بانون بالتخطيط لعودته إلى ساحة السياسة الرئاسية، إمّا بدعم مرشح آخر، أو ربما بخوض السباق بنفسه.
أما بالنسبة لمستقبل ترامب، فقدّر بانون أن احتمال عزله يصل إلى 33.3%، وكان على يقين بأنه لن يصمد لولاية ثانية.


نارٌ وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
نارٌ وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
مايكل وولف
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00