الفصل الثالث: السيطرة

اتسمت الأيام الأولى لرئاسة ترامب بمحاولات للسيطرة لا للتفاوض. جاء ستيف بانون من عالم Breitbart Media، بقيادة روب ميرسر وابنته ريبيكا ميرسر، وكلاهما كان لديه رؤية لأمريكا ذات حكومة صغيرة، معادية للتنظيم، ومعادية للمسلمين، ومؤيدة للمسيحية.

على مر السنين، أصبح بريتبارت صوتًا محوريًا في حركة اليمين البديل للمحافظين المتشددين، وهم الأشخاص الذين حضروا بقوة في تجمعات ترامب ويُعتبرون نواة مؤيديه.

هؤلاء هم الأشخاص الذين كان ترامب يشير إليهم على الأرجح عندما قال إن الناس سيستمرون في دعمه حتى لو أطلق النار على شخص ما في الجادة الخامسة. كان لدى بانون الكثير من الزخم إلى جانبه عندما بدأت رئاسة ترامب.

ولسوء حظ ترامب، كان بانون يُعتبر العقل المدبر وراء الحملة، وكان لديه خطط كبيرة لبدء الأمور بالصدمة والرعب.

كان الهدف من ذلك إظهار قدرة الرئيس على فرض هيمنته على الساحة السياسية من خلال استخدام الأوامر التنفيذية التي تتجاوز الكونغرس وعملية التفاوض التقليدية.

كان لدى بانون خطة لإصدار 200 أمر تنفيذي خلال المئة يوم الأولى.

ومن أوائل تلك الأوامر، ذلك الذي صدر في 27 يناير، وكان متعلقًا بالهجرة، وهي قضية محورية في فكر الترامبية.

وقد منع هذا الأمر دخول أشخاص من دول ذات أغلبية مسلمة. 

كان بانون وترامب يكرهان البطء البيروقراطي وعدم الكفاءة، لكن استخدام الأوامر التنفيذية كان له ميزة إضافية، فأياً من كبار موظفي ترامب لم يكن لديه أدنى فكرة عن كيفية صياغة السياسات بالطريقة التقليدية أو كتابة وثيقة رسمية.

لذا أمر بانون أحد الموظفين بأن يبحث على الإنترنت عن كيفية كتابة أمر تنفيذي، ويباشر العمل فورًا، وقد أسعد بانون ردّ الفعل المذعور تجاه حظر السفر القاسي، إذ اعتبره نجاحًا مدويًا، فبالنسبة له، وبحكم خلفيته في إعلام "الطُعْم الرقمي" (clickbait)، لم يكن هناك فرق بين الاستياء والانبهار، فالنقرة تظل نقرة في النهاية.


نارٌ وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
نارٌ وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
مايكل وولف
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00