يُعاني ترامب يعاني من مشكلة في قراءة المعلومات ومعالجتها، فهو لا يقرأ، ولا يعتقد أساسًا أنه يجب عليه أن يقرأ، ولهذا السبب كلّف مساعدته هوب هيكس بقراءة الصحف له وتقديم أخبار إيجابية له كل صباح.
رفضه التام للقراءة هذا، كان مثار حيرة لعدد من موظفي البيت الأبيض، حتى أن بعضهم تساءل عمّا إذا كان ترامب يعاني من صعوبة في القراءة أو ربما من عسر في القراءة (الديسلكسيا). أياً يكن السبب، فإنه يرتبط بعجز ترامب عن معالجة المعلومات بالطريقة التي يُتوقَّع أن يعالج بها زعيم عالمي الأمور.
وهذا الخلل أو النقص لديه قاد إلى مواقف محرجة عديدة.
أحد أولى الاختبارات الكبرى لإدارته كان الهجوم الكيميائي في سوريا، الذي وقع في 4 أبريل عام 2017.
حاول الجنرال هربرت ماكماستر، مستشاره للأمن القومي، أن يقدّم له إحاطة حول الموقف وخيارات الرد المناسبة، لكن بدا أن ترامب منزعج من اضطراره للتفكير في سوريا، أكثر من انزعاجه من الهجوم نفسه الذي راح ضحيته عدد كبير من الأطفال.
ارتبط بانون وترامب بسبب كراهيتهم لماكماستر، الذي كان يدفع ترامب إلى نوبات غضب في اجتماعاتهما كل أسبوع من خلال محاولة تقديم عروض تقديمية له على PowerPoint وإجباره على قراءة وثائق حول القضايا الملحة.
وفي هذا السياق، نصح بانون ترامب بأن يكسر التقليد المعتاد وألا يرد على الهجوم في سوريا. فكما قال بانون، كانت هناك حوادث أخرى في الخارج قُتل فيها أطفال أكثر ولم تتدخل الولايات المتحدة، فلماذا نتدخل الآن؟ وماذا سنجني من ذلك؟
أعجب التفكير البراغماتي لبانون شخصية ترامب التاجِر المحبّ للصفقات، لكن إيفانكا لم تكن مستعدة للتراجع.
كانت تعرف أن والدها لا يقرأ، لكنه يحب مشاهدة الأخبار على التلفاز، لذا قامت بإعداد مقطع فيديو يعرض مشاهد من الهجوم في سوريا، وعرضته عليه. وما إن شاهد الصور حتى بدا عليه التأثر الشديد والاشمئزاز.
في هذه الجولة، فاز فريق "جارفانكا"، ورد ترامب بتنفيذ ضربة صاروخية من نوع "توماهوك" على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا. وقد تم ترتيب العملية بعناية لتتزامن مع عشاء ترامب مع القيادة الصينية في منزله في مارالاغو بولاية فلوريدا، في خطوة كانت أقرب إلى عرض دعائي منها إلى تحرك استراتيجي.