في مطلع يونيو، كان ترامب غاضبًا بشدّة بسبب التحقيق الروسي، وبدأ يفكر جديًا في إقالة وزير العدل جيف سيشنز، والمدعي الخاص روبرت مولر، واستبدالهما بشخص أكثر ولاءً له، مثل عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، أو حاكم نيوجيرسي كريس كريستي. لكن بانون ظل يكرر له أن هذا الأمر مستحيل، فالأول والثاني لا يملكان أي فرصة للنجاح في الحصول على موافقة الكونغرس، ناهيك عن أنه لا وجود لما يسمى بـ"الامتياز التنفيذي" في حالة وجود تحقيق رسمي.
ومع ذلك، كان بانون سعيدًا بشيء واحد: في الأول من يونيو، نجح في إقناع ترامب بتحدي رغبة إيفانكا وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
لكن المشكلة الأكبر كانت تنتظرهم على الأبواب.
ففي 8 يوليو، أثناء تواجد ترامب مع جارد وإيفانكا في مدينة هامبورغ لحضور قمة العشرين، فجّرت صحيفة نيويورك تايمز قنبلة صحفية: تأكد أن دونالد ترامب الابن قد استضاف في يونيو 2016 مجموعة من الشخصيات الروسية داخل برج ترامب، من بينهم محامية روسية كانت تعمل سابقًا لصالح الكرملين، وبعض المرتبطين بأوليغارش روسي يُدعى أراز أغلاروف. وكان الغرض من الاجتماع الحصول على معلومات تضر بهيلاري كلينتون.
كان بانون يعلم أن ولدي ترامب – دونالد الابن وإيريك – ليسا بالأذكى، لكنه ذُهل من غباء الابن الذي اصطحب الروس إلى قلب برج ترامب بدلًا من ترتيب لقاء سري في فندق صغير كما يفعل "أي شخص عاقل".
لكن الحماقة لم تتوقف عند هذا الحد.
في رحلة العودة من هامبورغ على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، جلس ترامب مع هوب هيكس وجارد كوشنر لكتابة بيان ردّ على الخبر، يزعم أن الاجتماع كان متعلقًا فقط بسياسة التبني في روسيا!
مرة أخرى، لم يصدق بانون كيف تجاهل ترامب نصيحة محاميه، أو كيف شاركت هيكس في ما قد يشكّل عرقلة للعدالة.