كانت إقالة مدير FBI جيمس كومي نقطة تحول في إدارة ترامب. فمنذ منتصف عام 2016، كانت هناك شائعات في وسائل الإعلام تفيد بأن حملة ترامب كانت على علاقة بالحكومة الروسية. ولكن قبيل تنصيبه مباشرة، كشفت تفاصيل تحقيق مستقل عن وجود علاقة مقلقة للغاية.
يُوضّح ملف "ستيل"، الذي سُمي على اسم مؤلفه كريستوفر ستيل، وهو عميل استخبارات بريطاني سابق، سيناريو مقلقًا.
إذا كان من الممكن تصديق هذا الملف، فإن الروس يمتلكون معلومات تدين ترامب. وقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي، تحت إشراف جيمس كومي، نتائجه الخاصة في 6 يناير 2017، والتي ذكرت أن العملاء الروس قد تلاعبوا بالفعل انتخابات عام 2016. ووافقت وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي على هذه النتائج.
لم يرضَ أحد في إدارة ترامب عن حقيقة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يحقق في احتمال تدخل الروس في الانتخابات، ولكن عندما أخبرته مصادر جاريد كوشنر داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المكتب قد بدأ في البحث في أموال عائلة ترامب، بدأ كوشنر في التلميح إلى ترامب بأن إقالة كومي قد تكون فكرة جيدة.
كان بانون مُصرّاً على أن هذه ليست فكرة جيدة، بل ستزيد الأمور سوءاً. لكن كوشنر كان مُنفرداً بترامب في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من مايو 2017، وبدأ ترامب يقتنع بضرورة ممارسة سلطته وإقالة كومي. وعند عودته إلى البيت الأبيض يوم الاثنين 9 مايو، كان ترامب مُتحمساً لإقالة كومي. حتى أن لديهم وثيقة تُحدد أسباب رحيل كومي، بما في ذلك، وللمفارقة، التحقيق الفاشل في رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية عام 2016، وتأكيد كوشنر أن 75% من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يُحبّون كومي
طلب المدعي العام جيف سيشنز من ترامب التحلي بالصبر ريثما يُعزز هو ونائبه رود روزنشتاين قضيتهما. لكن ترامب لا يُحب أن يُملَى عليه ما يجب فعله، فدون سابق إنذار، أرسل رسالة إلى كومي، وأقاله فورًا يوم الثلاثاء 10 مايو.
وبما أن سيشنز تنحى علنًا عن التورط في مسألة التحقيق الروسي، فقد ترك هذا لرود روزنشتاين مهمة تقديم سبب شرعيّ يُفترض أنه سبب للإقالة بشكلٍ سريع.
ومن المفهوم أن روزنشتاين انزعج من سلوك ترامب المتهور، فردّ الجميل بتعيين مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر للتحقيق رسميًا في احتمال وجود أي تضارب في المصالح بين ترامب وروسيا.
