وإليكم أهم هذه الأحكام التي يجب أن يفعلها المربون عند الولادة:
الأول: حكمة صحية؛ لأن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له، وفتحا لمسام الرأس، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع. والثاني: حكمة اجتماعية: لأن التصدق بوزن شعره فضة، ينبوع آخر من ينابيع التكافل الاجتماعي وفي ذلك قضاء على الفقر وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكافل في ربوع المجتمع.
وهذه الأحكام التي ذكرناها هي وإن كانت من قبيل المستحبات والمندوبات، فيجب العمل بها، وتطبيقها بحذافيرها في أسرنا، وفي أولادنا، وفي أهلنا وأقربائنا وذوينا؛ لأننا إذا تساهلنا في المستحب فسيؤدي بنا ذلك حتما إلى التساهل في الواجب، ثم إلى التساهل في الفروض، ثم إلى التساهل في الإسلام كله.
وإليكم أهم هذه الأحكام التي وضعها الإسلام في تسمية المولود:
العقيقة في اللغة: معناها القطع، ومنه عق والديه إذا قطعهما. ومعناها في الاصطلاح الشرعي: ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولادته.
الأحاديث التي تؤكد مشروعية العقيقة، وتبين وجه الاستحباب والسنية فيها كثيرة ومستفيضة، ومنها: عَنْ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ، وَيُسَمَّى". رواه أحمد والأربعة، وصححه الترمذي.
ذهب الفقهاء والأئمة المجتهدون في وجه مشروعيتها مذاهب ثلاثة:
الأول: السنية والاستحباب: وعليه الإمام مالك، وأهل المدينة، والإمام الشافعي وأصحابه، والإمام أحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وكثير من أهل الفقه.
الثاني: التحتيم والوجوب: وعليه الإمام الحسن البصري، والليث بن سعد، وغيرهما.
الثالث: إنكار مشروعيتها: وعليه فقهاء الحنفية.
والذي نخلص إليه بعدما تقدم: أن العقيقة عن المولود سنة مستحبة عند جمهور الأئمة والفقهاء، فعلى الأب إن ولد له مولود وكان مستطيعا قادرا أن يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يحظى بالفضيلة والأجر عند الله سبحانه وتعالى، وحتى يزيد من معاني الألفة والمحبة والروابط الاجتماعية، بين الأهل والأقرباء والجيران والأصدقاء جميعا، وذلك حينما يحضرون طعام العقيقة ابتهاجا بالمولود، وفرحا بقدومه. وحتى يساهم كذلك في تحقيق التكافل الاجتماعي، وذلك حينما يشرك في الانتفاع بالعقيقة بعض ذوي الحاجة والحرمان من الفقراء والمساكين.
الأب إذا تيسر له أن يذبح العقيقة في اليوم السابع يكون أفضل، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وإن لم يتيسر له ذلك جاز في أي يوم من الأيام، كما قال الإمام مالك.
هناك عدة أحاديث وهي بجملتها تفيد شيئين أساسيين، الأول: أن الذكر مثل الأنثى في مشروعية العقيقة، والثاني: المفاضلة بينهما للذكر شاتان، وللأنثى شاة واحدة.
من الأمور التي تجب مراعاتها في عقيقة المولود ألا يكسر من عظم الذبيحة شيئا، سواء حين الذبح أو عند الأكل.
أن يكون عمرها سنة ودخلت في السنة الثانية إذا كانت من الضأن أو المعز، وأن تكون الأضحية سليمة من العيوب، أما أضحية البقر والجاموس فلا تصح إلا إذا بلغ سنتين ودخل في السنة الثالثة.
هي قربان يتقرب به المولود إلى الله في أول لحظة يستنشق فيها نسائم الحياة، وفدية يُفدى بها المولود من المصائب والآفات، كما فدى الله إسماعيل عليه السلام بالذبح العظيم، وإظهار للفرح والسرور بإقامة شرائع الإسلام، وتمتين لروابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، لاجتماعهم على موائد الطعام ابتهاجا بقدوم المولود الجديد.
معنى الختان لغة واصطلاحا
الختان في اللغة معناه: قطع القلفة «أي الجلدة» التي على رأس الذكر، وفي الاصطلاح الشرعي: هو الحرف المستدير على أسفل الحشفة، أي موضع القطع من الذكر، وهو الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية.
وهناك الكثير من الأحاديث التي تتناول مشروعية الختان، وقد اختلف الفقهاء في كونه واجبا أو سنة ولكن في النهاية الختان هو رأس الفطرة، وشعار الإسلام، وعنوان الشريعة، وهو واجب على الذكور. ومن لم يبادر إليه في إسلامه ولم يقم على تنفيذه قبيل بلوغه فإنه يكون آثما، مرتكبا للمعصية، واقعا في الوزر والحرام، لكون الختان شعارا من شعار الإسلام، وبه يتميز المؤمن من الكافر، وبسببه يتمتع المختتن بصحة جيدة، ويتحرر من كثير من الأمراض الفتاكة.