من أهم وسائل التربية المؤثرة في تكوين الولد إيمانياً، وإعداده خلقياً ونفسياً واجتماعياً، تربيته بالموعظة، وتذكيره بالنصيحة، لما للموعظة والنصيحة من أثر كبير في تبصير الولد حقائق الأشياء، ودفعه إلى معالي الأمور، وتحليه بمكارم الأخلاق، وتوعيته بمبادئ الإسلام، فلا عجب أن نجد القرآن الكريم قد انتهجها، وخاطب النفوس بها، وكررها في كثير من آياته، وفي مواطن عديدة من توجيهاته وعظاته.
وأسلوب القرآن الكريم متنوع في الدعوة إلى الله، وفي التذكير بالله، وفي إلقاء الموعظة، والإرشاد بالنصيحة حيث جرى ذلك كله على ألسنة الأنبياء _عليهم الصلاة والسلام_، وتردد على أفواه الدعاة من جماعتهم وأتباعهم.
ولا يختلف اثنان أن الموعظة المخلصة، والنصيحة المؤثرة إذا وجدت لها نفساً صافية، وقلباً متفتحاً، وعقلاً حكيما متدبراً فإنها أسرع للاستجابة، وأبلغ في التأثير.
ولا بد في هذا المضمار أن نلمح طريقة القرآن الكر يم في الموعظة والنصح عسى أن ينتهجها من كان له في عنقه حق التربية، ليصلوا بأولادهم أو تلامذتهم إلى الغاية المثلى في الإعداد والتكوين، والتهذيب والتعليم.
وفي تقديري أن طريقة القرآن في الموعظة تتميز بالأساليب التالية:
1-النداء الإقناعي مصحوبًا بالاستعطاف أو الاستنكار.
2-الأسلوب القصصي مصحوبًا بالعبرة والموعظة.
3 - التوجيه القرآني مصحوباً بالوصايا والمواعظ.
والرسول _صلوات الله وسلاماً عليه_ قد اهتم للنصيحة، ووجه المربين والدعاة إلى إلقاء الموعظة، وأهاب بكل مسلم في الحياة أن يكون الداعية إلى الله في كل مكان يحل فيه، وفي كل بيئة بوجد فيها عسى أن يتأثر بمواعظه وإرشاداته من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وعسى أن يقوم بمهمة الإنقاذ عن طريق الدعوة والموعظة لرجال غرقوا في مستنقع الجاهلية، وتعثروا في دروب الانحلال، وضاعوا في متاهات الزيغ والضلال.
وإليكم أهم توجيهاته عليه الصلاة والسلام في بث النصيحة، وإلقاء الموعظة، والدعوة إلى الله _عز وجل:
روى مسلم عن تميم بن أوس الداري _رضي الله عنه_ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «الدين النصيحة» قلنا: "لمن"؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» ٠
ومعلمنا الأول _عليه الصلاة والسلام_ له منهجه الأفضل، وطريقته المثلى في إلقاء الموعظة، وتجدد أسلوبها، وتنوع عرضها
وإليكم أهم ما جاء في المنهج وهذه الطريقة:
تلكم أهم الأساليب التي كان يتبعها المعلم الأول _عليه الصلاة والسلام_ في توجيه الكبار، وتعليم الصغار.
وأخيراً أخي المربي:
بعد أن علمت منهجية الإسلام المتمثلة بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة في طرائق الموعظة، وأساليب النصح، ووسائل الإرشاد.
فما عليك إلا أن تشحذ الهمة، وتضاعف العزم في تنفيذ ما استوعبته من منهجية، وتطبيق ما تعلمته من طرائق، حتى ترى ولدك أو تلميذك قد فتح قلبه للموعظة، وخضع بكليته إلى سنن الهدى والرشاد، واستجاب للحق والإسلام.