المدارس الصهيونيَّة: يمكن تقسيمها إلى مدرستَيْن أساسِيَّتَيْن تلعبان أدوارًا متكاملةً ومدرسة ثالثة فرعيَّة لا يتوجَّه فكرها إلى الجانب السياسيِّ، والمدرسة الصهيونيَّة الأساسيَّة الثانية هي الصهيونيَّة العالميَّة، وينطلق الصهاينة الاشتراكيُّون من الإيمان بأنَّ المسألة اليهوديَّة هي مشكلة فائضٍ سكنيٍّ يهوديٍّ غير قادر على الاندماج، أمَّا المدرسة الصهيونيَّة الثالثة فتضمُّ اتِّجاهَي الصهيونيَّة الدينيَّة والصهيونيَّة الثقافيَّة أو الروحيَّة، ويؤمن أتباع الصهيونيَّة الدينيَّة بأنَّ الحركة الصهيونيَّة قد تنشر التعاليم القوميَّة العلمانيَّة، وتؤدِّي إلى نهاية اليهوديَّة، وينقسم أتباع الصهيونيَّة الدينيَّة إلى قسمين: قسم رفض الصهيونيَّة في بادئ الأمر ثمَّ انضمَّ إلى صفوفها بعد حين، والقسم الثاني رأى أنَّ الصهيونيَّة السياسيَّة على الرغم من علمنتها الظاهرة ستساهم في إحكام قبضة القيم الدينيَّة على الوجدان اليهوديّ.
الصهيونيَّة والأفكار السياسية: تُعَدُّ الأفكار السياسيَّة محتوياتٍ أو مضامينَ فكريَّةً مضافةً إلى البنيةِ الأيديولوجيَّةِ الصهيونيَّةِ، ولو حذفت هذه الأفكار من البنية الأساسيَّة فإنَّها لا تتغيَّر ولا تتعدَّل كثيرًا.
الصهيونيَّة واليهوديَّة: علاقة الصهيونيَّة باليهوديَّة مركَّبة إلى حدٍّ بعيد ولا يمكننا أن نرى هذه العلاقة إلَّا أنَّها ذاتُ ثلاثةِ مستوياتٍ مختلفةٍ متناقضة إلى حدٍّ ما:
1) رفض الدين اليهوديِّ: كان اتِّجاه مؤسِّسي الحركة الصهيونيَّة واليهوديَّة في رفض الدين اليهوديّ واضحًا، وهو أنَّهم لم يتخلَّوا عن لقب اليهود ويتبنَّوا لقب العبرانيِّين بدلًا منه.
2) استغلال الدين اليهوديِّ: استغلَّت الصهيونيَّة اليهوديَّة لتضفيَ على نفسها صبغةً دينيَّةً تحبِّب الجماهير فيها.
3) البنيةُ الغيبيَّة: إذا كانت بنية الفكر تدور حول مطلق الأمَّة والكيان القوميّ؛ فإنَّ أيَّ محتوًى فكريٍّ آخر سيكتسب حتمًا بعدًا قوميًّا، والسمة الأساسيَّةُ لبنية الفكرِ الصهيونيّ هي في اتِّجاهها نحو الخلط أو المزج بين المقدَّس والنسبيّ، وإلى خلع القداسة على كلِّ الظواهر اليهوديَّة القوميَّة.