الباب الثامن عشر: في أن دواء المحبين في كمال الوصال الذي أباحه رب العالمين

شفاء المحبين في الوصال الحلال، وهو الزواج، وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على استعمال هذا الدواء ورغب فيه وعلق عليه الأجر وجعله صدقة لفاعله فقال: "وفي بضع أحدكم صدقة".

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين هم مظنة العشق إلى أنفع أدويتهم، ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".

 

الباب التاسع عشر: في ذكر فضيلة الجمال وميل النفوس إليه

الجمال قسمين.. ظاهر وباطن.. فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته.. وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة.

 

الباب العشرون: في علامات المحبة وشواهدها

النفوس ثلاثة، نفس سماوية علوية، فمحبتها منصرفة إلى المعارف واكتساب الفضائل الممكنة للإنسان واجتناب الرذائل، وهي مشغوفة بما يقربها من الرفيق الأعلى. ونفس سبعية غضبية، فمحبتها منصرفة إلى القهر والبغي والعلو في الأرض، والتكبر والرئاسة على الناس بالباطل، فلذتها في ذلك وشغفها به. ونفس حيوانية شهوانية، فمحبتها منصرفة إلى المأكل والمشرب والمنكح، وربما جمعت الأمرين فانصرفت محبتها إلى العلو في الأرض والفساد، فهم أشباه الحيوان ونفوسهم أرضية سفلية لا تبالي بغير شهواتها.

 

الباب الحادي والعشرون: في اقتضاء المحبة إفراد الحبيب بالحب وعدم التشريك فيه

المحبة تستلزم توحيد المحبوب فيها، فليس للقلب إلا وجهة واحدة إذا توجه إليها لم يمكنه التوجه إلى غيرها، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبه متوجه في الصلاة إلى ربه وإلى مراعاة أحوال من يصلي خلفه.

وللمحبة ثلاثة أقسام: محبة الله، والمحبة له وفيه، والمحبة معه، والمحبة له وفيه من تمام محبته.

 

الباب الثاني والعشرون: في غيرة المحبين على أحبابهم

الله يغار على عبده ومن غيرته تعالى لعبده وعليه يحميه مما يضره في آخرته، والله سبحانه وتعالى يغار على قلب عبده أن يكون معطلا من حبه وخوفه ورجائه، وأن يكون فيه غيره فالله سبحانه وتعالى

 

الباب الثالث والعشرون: في عفاف المحبين مع أحبابهم

لقد اجتمعت لسيدنا يوسف عوامل كثيرة جدا ومغريات لو اجتمعت لأي إنسان لكان ارتكب الفاحشة، لكنه استعصم بالله وامتنع، وضرب مثالا للنبي الكريم الأمين التقي النقي.

حكى ابن القيم الكثير والكثير من قصص الصالحين من العباد والمؤمنين والتائبين الذين اعتصموا بحبل الله، وابتعدوا عن المعاصي رغم الفتن الشديدة التي تعرضوا لها، ورغم الظروف التي تهيأت لهم، لكنهم كانوا تقاة، ولذلك حتمت لهم بالخاتمة الحسنة.

يقول ابن القيم عن هذه الطائفة: وهذه الطائفة لعفتهم أسباب أقواها إجلال الجبار ثم الرغبة في الحور الحسان في دار القرار، فإن من صرف استمتاعه في هذه الدار إلى ما حرم الله عليه منعه من الاستمتاع بالحور الحسان هناك، قال من يلبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، فلا يجمع الله للعبد لذة شرب الخمر ولبس الحرير والتمتع بما حرم الله عليه من النساء والصبيان ولذة التمتع بذلك في الآخرة.


روضة المحبين ونزهة المشتاقين
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
ابن قيم الجوزية
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00