الهموم لا تزول بالسُّكر، ولكنها تتوارى، ثم تعود أعظم مما كانت، فصاحب السُّكر بالأطعمة والأشربة يحصل له لذة وسرور بها، يحمله على تناولها؛ لأنها تغيب عنه عقله، فتغيب عنه الهموم والغموم والأحزان تلك الساعة، ولكن يغلط في ذلك؛ فإنها لا تزول، ولكن تتوارى، فإذا صحا، عادت أعظم ما كانت، فيدعوه عَوْدُها إلى العود؛ كما قال الشاعر:
وكأسٍ شربتُ على لذة *** وأخرى تداويتُ منها بها."