• “قال بعض العارفين: من قُرّت عينه بالله قُرّت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله، تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات، ويكفي في فضل هذه اللذة وشرفها أنها تُخرج من القلب ألم الحسرة على ما يفوت من هذه الدنيا، حتى إنه ليتألم بأعظم ما يلتذ به من أهلها ويفر منه فرارهم من المؤلم".

 

  • "من لم يكن عقلُه أغلبَ الأشياء عليه، كان حتفُه وهلاكُه في أحبِّ الأشياء إليه".

 

  • “قال ذو النون: لكل شيء عقوبة، وعقوبة العارف انقطاعه عن ذكر الله”

 

  • "ويُقال إنما سُمّى هوى لأنه يهوي بصاحبه".

 

  • "والإرادةُ أصلُ كلِّ فعلٍ ومبدؤه، فلا يكونُ الفعلُ إلّا عن محبّةٍ وإرادة، حتى دفعه للأمورِ التي يبغضُها ويكرهُها فإنّما يدفعُها بإرادتِهِ ومحبّتهِ لأضدادِها واللذّةِ التي يجدُها بالدفعِ كما يُقال: شفى غيظَه وشفى صدرَه، والشفاءُ والعافيةُ يكونُ للمحبوبِ وإن كانَ كريهًا، مثل شربِ الدّواءِ الذي يُدفعُ بهِ ألمُ المَرَض، فإنّهُ وإن كانَ مكروهًا من وجهٍ، فهو محبوبٌ لما فيهِ من زوالِ المكروهِ وحصولِ المَحبوب، وكذلك فعلُ الأشياءِ المُخالِفَةِ للهَوى، فإنّها وإنْ كانت مكروهةً فإنّما تُفعَلُ لمحبّةٍ وإرادة، وإنْ لم تَكُن محبوبةً لنفسِها فإنّها مستلزَمَةٌ للمحبوبِ نفسه".

 

  • "المحبة شجرة في القلب، عروقها الذل للمحبوب، وساقها معرفته، وأغصانها خشيته، وورقها الحياء منه، وثمرها طاعته، ومادتها التي تسقيها ذكره، فمتى خلا القلب عن شيء من ذلك كان ناقصًا".

 

  • "كل لذة أعقبت ألمًا أو منعت لذة أكملَ منها، فليست بلذة في الحقيقة، وإن غالطت النفس في الالتذاذ بها، فأي لذة لآكلِ طعامٍ شهيٍّ مسموم يقطّع أمعاءه عن قرب!".

 

  • "قال الحسن: "ما عصى اللهَ عبدٌ إلا أذلّه"، وقال المعتمر بن سليمان: "إن الرجل ليصيب الذنب في السرّ، فيصبح وعليه مذلته"".


  • "قال بعض الحكماء: "ينبغي للعبد أن ينظر كل يوم في المرآة، فإن رأى صورته حسنة، لم يشنها بقبيح فعله، وإن رآها قبيحة، لم يجمع بين قبح الصورة وقبح الفعل".


  • الهموم لا تزول بالسُّكر، ولكنها تتوارى، ثم تعود أعظم مما كانت، فصاحب السُّكر بالأطعمة والأشربة يحصل له لذة وسرور بها، يحمله على تناولها؛ لأنها تغيب عنه عقله، فتغيب عنه الهموم والغموم والأحزان تلك الساعة، ولكن يغلط في ذلك؛ فإنها لا تزول، ولكن تتوارى، فإذا صحا، عادت أعظم ما كانت، فيدعوه عَوْدُها إلى العود؛ كما قال الشاعر:

    وكأسٍ شربتُ على لذة *** وأخرى تداويتُ منها بها."





روضة المحبين ونزهة المشتاقين
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
ابن قيم الجوزية
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00