وضعوا للمحبة قريبا من ستين اسما، منها: المحبة، والهوى، والصبوة، والصبابة، والشغف، واللوعة، والفتون، والجنون، واللمم، والخبل.
المحبة أصلها الصفاء وملازمة المحبوب، وتعريفها الميل الدائم بالقلب الهائم وقيل إيثار المحبوب على جميع المصحوب، وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب.
أما الهوى فهو ميل النفس إلى الشيء وفعله، وأما الصبوة والصبا فمن أصل الكلمة من الميل يقال صبا إلى كذا أي مال إليه، وأما الشغف، ومنه: شغفه الحب أي أحرق قلبه، وأما الشوق فهو سفر القلب إلى المحبوب، وأما اللوعة، ومنها لوعة الحب حرقته والتاع فؤاده أي احترق من الشوق، وأما الجنون فمن الحب ما يكون جنونا، وأما اللمم فهو طرف من الجنون، وأما الخبل فمن موجبات العشق وآثاره.
إن الأسماء الدالة على مسمى واحد نوعان: الأول: الترادف المطلق، ويكون بتعدد أسماء الشيء الواحد، فالقمح مثلا له أسماء منها: الحنطة والقمح والبر. أما النوع الثاني: فهي الصفات المتعددة لشيء واحد، كأسماء الرب تعالى، وأسماء نبيه وأسماء اليوم الآخر.
المحبة والإرادة أصل كل فعل ومبدأه، فلا يكون الفعل إلا عن محبة وإرادة، حتى دفع الأمور المكروهة التي يبغضها ويكرهها فإنما يدفعها بإرادته ومحبته لما هو عكسها.
كمال محبة الله.. هو العبودية والذل والخضوع والطاعة للمحبوب وهو الحق سبحانه.
لوازم العبودية لله تعالى تقتضي الأمر والنهى والثواب والعقاب، ولأجل ذلك أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وخلق الجنة والنار، والسموات والأرض إنما قامت بالعدل الذي هو صراط الله.
من دواعي الحب من المحبوب جماله.. إما الظاهر أو الباطن أو هما معا.. فمتى كان جميل الصورة جميل الأخلاق والشيم والأوصاف كان الداعي للمحبة أقوى.
النفوس الشريفة الزكية العلوية تعشق صفات الكمال بالذات.. فأحب شيء إليها العلم والشجاعة والعفة والجود والإحسان والصبر والثبات.
لا تكاد تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة (مشابهة) أو اتفاق في فعل أو حال أو مقصد، فإذا اختلفت المقاصد والأوصاف والأفعال والطرائق لم يكن هناك إلا النفرة والبعد بين القلوب.
الشرع حرم النظر (للمرأة) لما يؤدي إليه من المفاسد.. فكيف يجوز عشق الرجل لمن لا تحل له؟!
كل محبة لغير الله آخرها بعد وبغض.. فكيف إذا كان الحب الحرام آخره الزنا؟!