عندما فكر Donald Trump لأول مرة في فندق Commodore، كان يراه الكثيرون في ذلك الوقت، مشروعًا ميؤوسًا منه في منطقة متدهورة من مدينة New York. كان الفندق، المجاور لمحطة Grand Central، في حالة مزرية، وكانت المنطقة المحيطة في حالة سيئة للغاية ولكن الغريب أنّ Trump رأى في ذلك فرصة.
بدأ الأمر حينما لاحظ Trump تدفقًا ثابتًا من الركاب الأثرياء الذين يمرون بالمكان يوميًا، واعتقد أن فندق Commodore يمكن أن يتحول إلى قصة نجاح مزدهرة. تحرك Trump بسرعة لتأمين خيار امتلاك الفندق، ما منحه وقتًا لترتيب صفقة دون أن يخاطر بالكثير من أمواله الخاصة.
كانت خُطته: تجديد المبنى القديم الكئيب وتغطيته بواجهة زجاجية عصرية. ولتحقيق هذه الرؤية، تعاون مع المهندس Der Scutt، وحصل على دعم سلسلة فنادق Hyatt، التي كانت تبحث عن موقع رئيسي في New York.
التحدي التالي كان الحصول على تمويل مالي، في وقت كانت فيه الآفاق الاقتصادية للمدينة قاتمة.
قدم Trump، مع سمسار العقارات Henry Pearce، عرضًا طَموحًا للبنوك حول كيف يمكن أن يُنعش المشروع الأحياء المجاورة. لكن هذا لم يكن كافيًا.
فقد كانت البنوك مترددة، حتى مع وجود Hyatt كشريك. جاء الاختراق عندما تفاوض Trump بنجاح على إعفاءٍ ضريبي لمدة أربعين عامًا مع المدينة، مجادلًا بأن المشروع سيوفر العديد من الوظائف، وسينقذ المنطقة من مزيد من الانحدار.
وكان هذا الإعفاء هو المفتاح لإقناع المقرضين بتمويل المشروع.
والغريب، أنه حتى بعدما تمّ تأمين التمويل، واجه Trump انتقادات من المنافسين والمسؤولين في المدينة الذين شككوا في عدالة الصفقة. لكن Trump تمسّك بموقفه، مؤكِداً أن الطريقة الوحيدة لجعل المشروع ناجحًا هي بالشروط التي تَفَاوَضَ عليها.
والنتيجة؟
تَحَوَّل فندق Commodore إلى فندق Grand Hyatt New York الذي افتُتح عام ألف وتسعمائة وثمانون بنجاح كبير.
تجاوز الفندق التوقعات، وأصبح تصميمه الزجاجي العاكس الذي انتُقد في البداية، محل إعجاب، باعتباره إضافة معمارية راقية.
أثبتَ Trump في هذا المشروع قدرته على رؤية الفرص حيث يرى الآخرون العقبات، وشجاعته في خوض المخاطر الاستراتيجية، وحرصه على وضع الشروط الملائمة.
كان ذلك انتصارًا مبكرًا ومؤثرًا في مسيرته المِهَنِية.