هدف مالك بن نبي من خلال هذا الكتاب إلى ثلاثة أهداف رئيسة هي:
1 . دراسة الظاهرة القرآنية، ليصل في النهاية إلى أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم.
2 . إتاحة الفرصة أمام الشباب المسلم للتأمل الناضج في الدين.
3 . اقتراح إصلاح مناسب للمنهج القديم في تفسير القرآن.
بدأ مالك بن نبي دراسته للظاهرة القرآنية بمدخل فصل فيه محنة العقل الحديث في العالم الإسلامي، بين من خلاله افتتان العقل المسلم بالتقدم العلمي الذي أحرزه الغرب، ودور المستشرقين في التمهيد لهذا الانبهار، حيث إن الشباب المسلم المثقف في بعض ديار الإسلام يرى نفسه مضطرا إلى أن يلجأ إلى مصادر المؤلفين الأجانب خضوعا لمقتضيات عقلية جديدة.
وقد تضمن الكتاب عشرة فصول، خصص المؤلف الفصل الأول: (الظاهرة الدينية) للحديث عن طبيعة الظاهرة الدينية. وكان الهدف من هذا الفصل المقارنة بين المذهب الغيبي، الذي يعده الدين للإنسان ظاهرة أصلية في طبيعته، ومكون أساس في بناء الحضارة. والمذهب المادي الذي يعد الدين مجرد عارض تاريخي للثقافة الإنسانية. فالمذهب الغيبي يعبر عن المطالب الفلسفية للعقل، ويرمي إلى ربط الأشياء والظواهر ربطا منطقيا في تأليف متسق، حيث يقيم جسرا يتجاوز حدود المادة إلى مثال أعلى للكمال الروحي، أما خلق المادة هنا فينتج من الأمر القاهر للإرادة الإلهية العليا، والتي تقول للشيء (كن فيكون).