أنت تستطيع التعبير عن احتياجاتك أمام شريك حياتك بسهولة، وإذا تجَاوَزَتْ عائلتك حدودك، تخبرهم أن يتوقفوا دون تردد. لكن عندما يتعلق الأمر بالأصدقاء، لا يمكنك وضع حدود صحية.
هل يبدو لك هذا مألوفًا؟
بالفعل هذه مشكلة حقيقية.
فخارج نطاق العائلة والشريك، تعد الصداقات من أكثر العلاقات معنىً في حياتك. ومن السهل الوقوع في أنماط غير صحية في هذه العلاقات إذا لم تُنشئ حدودًا واضحة.
الرسالة الرئيسية: الحدود تفيد الصداقات أيضًا.
فكيف تبدو الصداقة من دون حدود صحية؟
الأصدقاء الخاضعون يحاولون إرضاء بعضهم البعض، فيتنازل كل طرف عن رغباته. ومن السهل أن تكون خاضعًا في الصداقة — فأنت تحب صديقك وتريد إسعاده. لكن هذا النهج قد يرتد بشكلٍ سلبي.
لنأخذ مثالاً على توم وآندي، وهما صديقان خاضعان.
في أحد عطلات نهاية الأسبوع، كان عليهما أن يختارا بين التنزه وحضور حفلة موسيقية. توم، رغبةً في إرضاء آندي، اقترَح التنزه. أما آندي، فلرغبته في إرضاء توم، وافق. المشكلة؟ كلاهما كان يُفضل الحفلة الموسيقية. من الواضح أن توم وآندي بحاجة إلى أن يكونا صادقين مع نفسيهما ومع بعضهما بشأن كيفية قضاء وقتهما معًا.
أما الصديق الخاضع الذي يصادق شخصًا متحكمًا، فقد يجد نفسه تحت رحمة الطرف الآخر، فيُصبح كلاهما غير سعيد.
لنفترض أن "بيكي" خاضعة وصديقتها "سوزي" متحكمة. تطلب سوزي من بيكي إلغاء خططها في عطلة نهاية الأسبوع لتقضي الوقت معها. وتستخدم التلاعب العاطفي بقولها: "لن أطلب ذلك لو لم أكن بحاجة إليكِ، فأنا لا أستطيع الذهاب إلى المهرجان من دونِك." هذه الطلبات تجعل بيكي تشعر بالاستغلال والثقل.
عند النظرة الأولى، تبدو سوزي هي المخطئة. لكن بيكي لم تعطها أي إشارات على أن سلوكها يزعجها. لاستعادة التوازن، يجب على بيكي أن تعطي سوزي إشارة بذلك. وإذا كانت سوزي صديقة حقيقية، فسترحب بفرصة فهم تأثير سلوكها وتغييره.
في النهاية، الخاضعون والمتحكمون ليسوا بالضرورة أصدقاء سيئين — لكن من دون حدود، بإمكانهم أن يُفسِدوا أية علاقة طيبة.