أصبحَت الرسالة واضحة:
(الحدود مفيدة! فوجودها لا يساعدك فقط في العناية بنفسك، بل يتيح لك أيضًا أن تعتني بالآخرين بطريقة أفضل).
في الواقع، العلاقات الصحية والمستدامة تعتمد على احترام الحدود.
لكن ماذا عن الزواج؟؟
أنتما تحبان بعضكما وتتشاركان كل شيء. أليس وجود حدود بينكما غير ضروري؟
في الواقع، أنتما بحاجة إليها. قد لا تكون الحدود خواتم ألماس أو باقات ورد، لكنها هدية محبة لنفسك ولشريكك.
الرسالة الرئيسية: الحدود هي مفتاح العلاقة العاطفية الناجحة.
عندما لا تُوضع أو لا تُحتَرَم الحدود، تظهر المشكلات.
إليك بعض الأمثلة للأزواج الذين يعانون من وضع حدودهم، أو حمايتها:
كيت تعتقد أن زوجها رالف يستخدم الهاتف لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ أكثر من اللازم. تقول له: "عندما تُمسك بهاتفك، أشعر وكأنك لا تهتم بي أو بالأطفال".
هل ترى المشكلة هنا؟
إنّ كيت تتجاوز الحدود بمحاولة تفسير ما يشعر به رالف تجاهها وتجاه أطفالهما. وكان من الأفضل أن تقول له: "عندما تُطيل الإمساك بهاتفك، أشعر بالخوف والوِحدة". هذا أسلوب أكثر صحة لمخاطبة مشكلة رالف.
من المهم أيضًا أن تملك رغباتك، وأن تُعبّر عنها. إليك مثالاً آخر:
أندريا تعمل بوظيفة مرهقة وغالبًا ما تستكمل عملها بعدما تعود إلى المنزل، وهذا يزعج زوجها جوش.
ونتيجة لذلك، يصبح جوش غاضبًا في المساء. لكن جوش ليس مذنب —فكلاهما لديه رغبات متضاربة. لو أن جوش عبّر عن مشاعره، وطلب من أندريا تخصيص بعض الأمسيات من دون عملٍ مثلا، لكانا أكثر سعادة.
أخيرًا، من المهم أن تعترف بحدودك.
فكّر في المثال التالي:
جون فخور بمنزله، ويخترع دائمًا مشاريع يدوية يصنعها بنفسه، ويجعل زوجته جولي تساعده في عطلات نهاية الأسبوع. ولكن هذا الأمر دائمًا ما يُحبط جولي، التي لا تجد وقتًا لهوايتها وهي الرسم الزيتي.
في الواقع، يمكن لجولي أن ترسم، لكنها لا تفعل، لأنها لم تعترف بحدودها. هناك حدود لما يمكن أن نعطيه لشريكنا دون أن نُهمِل أنفسنا. وعدم احترام هذه الحدود يولّد الاستياء.
لكل زوجين مشاكلهما، لكن الحل واحد: عليهما وضع الحدود، والالتزام بها، واحترامها.