الفصل الخامس: الحدود والأُسْرَة

هل أنت شخص واثق وناجح لكنه يشعر فجأة بالاكتئاب وانعدام الأمان بعد قضاء وقت مع العائلة؟ هل تحب شريكك، لكنك تضحّي به لإرضاء والديك؟ هل أنت بالغ يعتمد على والديه في حل مشاكله، من سَدَادِ فواتير البطاقة الائتمانية إلى غسل الملابس؟

إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فأنت تنتمي لعائلة تعاني من مشاكل في الحدود. والأسوأ، أن هذه المشاكل تشكّل الطريقة التي تضع بها حدودك في حياتك.

الرسالة الرئيسية: نحن نتعلم الحدود أولاً من أسرنا.

سواءً كنت دائمًا تواسي والديك أو تَهرَع إليهما كلما واجَهَتكَ صعوبة، فمن المحتمل أنك تكرّر أنماط الحدود التي تعلّمتها في طفولتك.

فإذا نشأت في بيئة لم توضع فيها حدود، أو فُرِضَت فيها حدود صارمة بشكل مفرط، فإن ذلك يشكّل نظرتك الحالية للحدود. وإذا جئت من عائلة لا تُواجَه فيها المشكلات مباشرة أو لا تُقابَل فيها السلوكيات غير المقبولة بعواقب، فإنك تحمل هذا الفكر إلى حياتك كبالغ.

كيف تكسر تلك الأنماط غير الصحية المتعَلَّمَة في الطفولة؟ ابدأ بتحديد المشكلة: أين فقدت السيطرة على احتياجاتك؟ متى كنت تتحمّل مسؤولية احتياجات ليست مسؤوليتك؟ أو هل كنت تدفع بمسؤولية احتياجاتك على الآخرين؟

بعد ذلك، حاول التعرف على الاحتياجات غير المُلبَّاة التي تكمن وراء مشاكلك مع الحدود. لماذا تضع احتياجات والدتك فوق احتياجاتك، هل تسعى إلى رضاها؟

 لماذا تتوقع من والدك أن يحل مشاكلك — هل تفتقر إلى انتباهه؟

إنّ إدراكك لدوافعك، يساعدك على تغيير أفعالك.

وأخيرًا، في المرة القادمة التي تُنتَهَك فيها حدودك، حاول أن تستجيب بدلًا من أن تتفاعل. عندما تتفاعل، تتصرف تلقائيًا وبلا تفكير — وإذا لم تكن حدودك راسخة، فمن المحتمل أن تنساها وأنت في خضم التفاعل العاطفي. أما عندما تستجيب للموقف، فإنك تبقى هادئًا بما يكفي لتقييم وتحليل الوضع قبل أن تتصرف.

وماذا لو كنت تتعامل مع فرد من العائلة يتجاوز حدودَك مرارًا وبطريقة مؤذية؟ ليس من الضروري أن يبقى هذا الشخص في حياتك، لكن لا تَحرِم نفسك من الغفران له. إذا لم تَغْفِر، فهذا يعني أنك ما زلت تطلب شيئًا منه.

تذكّر.. الغفران يمنحك الحرية.


الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
د. هنري كلاود
skip_previous replay_10 play_circle forward_10 skip_next
volume_up
0:00
0:00