الفصل الثالث: الخرافات الشائعة حول الحدود الصحية

ما الذي يمنعك من وضع حدود صحية تُمكِّنك وتُمكِّن الآخرين في حياتك من الازدهار؟

ربما تشعر أن وضع الحدود أنانية، ولكن لكي نحب الآخرين جيدًا، يجب أولاً أن نحب أنفسنا. ووضع الحدود هو فعل عميق من حب الذات — والفكرة القائلة إن الحدود الصحية أنانية، هي مجرد خرافة.

الرسالة الرئيسية: لا تنخدع بالخرافات الشائعة حول الحدود الصحية.

عندما تبدأ في وضع الحدود، ستواجه بعض الأساطير والمفاهيم الخاطئة التي قد تعيقك. مَثَلاً، قد تتردد في وضع حدود لأنكَ تعتقد أنها ستؤذي الآخرين. في الحقيقة، عندما يتسبب طلبك لوضع حدود صحية في علاقة ما بحدوث ضرر، فالعلاقة نفسها هي التي بها الخلل — لا الحدود.

مثال على ذلك: إذا قررت عدم مجالسة أطفال صديقك كل أسبوع، فتَضايق من هذا الأمر لدرجة أنه قطع علاقته بك.  فهل آذيته أو أسأتَ له؟ لا. هو من يتصرف بشكل غير معقول. وإذا كان هذا السلوك متكررًا، فإن علاقتكما مبنية على الطاعة المطلقة. وإذا لم تكن العلاقة قادرة على الاستمرار مع وجودِ حدود، فربما لا تستحق البقاء.

هناك خرافة أخرى شائعة تقول إن الأشخاص الذين يضعون الحدود يفعلون ذلك بدافع الغضب. نعم، قد تشعر بالغضب عندما تبدأ بوضع حدودك. لكن ما يجعلك غاضبًا هو المشاعر المجروحة الناتجة عن انتهاك الحدود.

نحن كثيرًا ما نكبت مشاعر الغضب والجرح عند انتهاك حدودنا. ومن الطبيعي أن يظهر هذا الغضب المكبوت عند البدء في فرض حدودك. الحدود توفر لك المساحة لمعالجة هذا الغضب.

غالبًا ما نتردد في وضع الحدود لأننا نعتقد أنها لا رجعة فيها. لكن الحدود ليست دائمة إلا إذا جعلتَها كذلك. مثلاً، إخبار صديقك بالتوقف عن تقديم النصائح التربوية لا يعني أنك لن تراه مجددًا. بل، مع تحسن العلاقة، قد تتمكنان من مناقشة تلك المواضيع لاحقًا بشكل صحي.


الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
الحدود: متي تقول نعم؟ وكيف تقول لا؟
د. هنري كلاود
skip_previous replay_10 play_circle forward_10 skip_next
volume_up
0:00
0:00