لعبادة الله ركنان أساسيّان:
الأوَّل: هو إخلاص النّية، وهو يعني ألّا يُقصَد من العبادة سوى وجه الله الكريم.
والثاني: هو عبادة الله بما أمر وشرّع، لا بالأهواء ولا البدع.
والعبادة نوعان:
عبادة قلبيّة وهي العبادة التي يقوم بها قلب العبد دون استخدام الجوارح، كالإيمان الذي هو تصديق القلب بوجود الله تعالى وربوبيّته وألوهيّته، والإيمان بالملائكة والكتب السماويّة والقضاء والقدر وغيرها، وكحبّ العبد لله سبحانه وتعالى، وحبّ عباد الله الذين يُحبّهم الله، وكشعور الخشية والخوف من الله عزّ وجل، وكشعور الرجاء والرغبة فيما عند الله من خير، وكمشاعر الإنابة والتوكُّل وغيرها من المشاعر التي لا تحدث إلا بداخل القلب.
والنوع الآخر من العبادة هو العبادة البدنيّة أو العبادة الظاهرة للجوارح سواءٌ بالقول أو بالفعل، فمن العبادات القوليّة الدعاء، والذي يعدُّ من أعظم مظاهر العبادة، لأنّ فيه لجوءًا إلى الله عزّ وجلّ بذلٍّ وافتقارًا من أجل جلب نفع أو دفع ضرر، والله وحده هو من يملك ذلك.
وتُعدُّ الاستعانة أيضًا من العبادات القوليّة، والتي يطلب فيها العبد المعونة من الله عزَّ وجلَّ على قضاء حاجةٍ ما، أو على الخروج من أزمةٍ ما كما قال تعالى: (إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ) [سورة الفاتحة: الآية ٥].
ومنها أيضًا الاستغاثة وطلب المدد من الله. كما أنّ تعظيم الحلف بالله العظيم من العبادات القوليّة، ولكن علينا أن نتحرّى ذلك القسم وإلّا وقعنا في الشرك الأصغر كما قال تعالى: (وَلاَ تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ) [سورة البقرة: الآية ٢٢٤]، وذلك بألّا نُقسم بغير الله، وأن نُصوّب ممّا اعتدنا عليه من الشرك في الألفاظ مثل قولنا: اعتمدت على الله وعليك، أو ليس لي إلّا الله وأنت، بأن نقول: لا إله إلَّا الله؛ تجديدًا للإيمان، والصواب أن نقول: اعتمدت على الله ثمَّ أنت، ليس لي إلَّا الله ثمَّ أنت، وهكذا.
أمّا العبادات الفعليّة، فهي أصول العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحجّ، ولا بُدّ أن يجتمع فيها إخلاص النّية مع صحّة العمل، وذلك الإخلاص هو أساس كلّ العبادات، فلا بُدّ أن تكون حياة الإنسان كلّها لله، ومماته لله، وما بينهما لله، دون أن يُشرك مع الله أحدًا فيها، واثقًا بأنّ النافع والضارّ هو الله وحده، لذلك فإنّ التمائم وأمثالها من الشرك، والسحر والتنجيم من الشرك أيضًا، وتصديق الكهنة والعرّافين هو كفرٌ بما أنزل الله.
كذلك فإنّ الطيرة أو التشاؤم تعَدُّ من الشرك الخفيّ؛ لأنّ صاحبها لم يخلص توكُّله على الله، وفيها سوء ظنّ بالله، وعكسها الفأل لأنّه يدعو إلى الأمل، وفيه حسن ظنّ بالله، وكان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحبّ الفأل.
ولأنّ دين الإسلام هو دين التوحيد الخالص، فقد سدّ كلّ المنافذ التي قد تؤدّي إلى الشرك كبيره وصغيره، والتي منها الغلوّ في تعظيم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو ما نهى الرسول نفسه عن فعله فقال: "لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
ومنها الغلوّ في شأن الصالحين كما حدث مع قوم موسى عليه السلام، ومنها تعظيم القبور كأن تُتّخذ كمساجد أو أن تُوضع في اتّجاه القبلة أو أن تتمَّ إضاءتها أو تعليتها، وغيرها من الأشياء التي قد تُعظّم من القبور، ممّا يجعل منها سببًا في الوقوع في الشرك الأكبر أو الأصغر، وهو ما يقع اليوم للأسف في كثير من بلاد المُسلمين.
رفض بعض المسلمين التقرّب إلى الله وحده بعباداتهم، واتجّهوا بالعبادات القلبيّة والبدنيّة للأولياء الصالحين، وهو ما يُعرف باسم الوسيلة أو الشفاعة. وكلمة وسيلة تعني الواسطة التي تُقرب العبد ممّا يطلب، وفي الشرع تعني العمل الذي يُقدّمه المؤمن ليتوسّل به لله، حتى يحصل على ما يُريد. وتقوم الوسيلة الشرعية على ثلاثة أمور:
هناك عدّة شروط كي تُقضى حاجة العبد عن طريق الوسيلة؛ وهي أن يكون العبد المتوسِّل إلى الله عبدًا مؤمنًا صالحًا، وأن يكون المتوسَّل به ممّا شرّعه الله للتقرّب إليه، وأن يكون ذلك العمل الصالح متوافقًا مع ما كان يفعله الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وليس ببدعة.
وليست كلُّ وسيلة جائزةً ومشروعةً، فربّما تكون الوسيلة شركًا أو معصية، فالوسائل المشروعة هي ما شرعها الله لعباده كي يتقرَّبوا إليه ويقضوا حوائجهم، كالإيمان، فهو أفضل الأعمال وأشرف الوسائل كما يقول الله سبحانه وتعالى: (ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ إِنَّنَاۤ آمنّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ) [سورة آل عمران: الآية ١٦].
ويُعَدُّ العمل الصالح من الوسائل المشروعة، والتي يجب القيام بها كما كان يفعل الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، مثل الصلاة والزكاة والصيام وقراءة القرآن والتوبة والاستغفار وفعل الخيرات وترك المُحرمات. ولعلّ القصّة المذكورة في السُنّة، وهي قصّة الغار الشهيرة الذي أُغلق بواسطة صخرة على ثلاثة رجال بداخله، ولم تنفرج الصخرة عن باب الغار إلَّا بأعمالهم الصالحة، هي خير مثال على ذلك. ومثلما قال النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه فإنّ "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السرّ تُطفئ غضبَ الربِّ، وصِلَةُ الرَّحِم تزيد في العمر".
أمّا الوسائل الممنوعة، فمنها التوسّل بالأشخاص بعد موتهم، حتى ولو كانوا أنبياء، سواء بدعائهم أو النذر لهم، أو الطواف حول قبورهم، أو بناء المساجد على قبورهم، أو القسم بهم، أو طلب المدد والعون منهم، وغيرها.
للأسف هناك بعض المسلمين من العامّة أو العلماء المتصوِّفة، من يرون أنّ الوسيلة تجوز بالأنبياء والأولياء الصالحين، وذلك لوجود شُبهات أو أدلّة مُوهمة، ترتّب على الخلل في فهمها خطؤهم في تصوّر مسألة الوسيلة فعجزوا عن فهمها فهمًا صحيحًا ولم يهتدوا إلى وجه الصواب فيها، فقد استشهد هؤلاء النّاس بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولكنّهم أساءوا تفسيرها، وأباحوا التوسل بعموم الصالحين، لأنّ بركة الأموات في نظرهم تصل إلى الأحياء أيضًا.
فمن القرآن الكريم، استشهدوا بقول الله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمنوا ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوۤا۟ إِلَیۡهِ ٱلۡوَسِیلَةَ وَجَـٰهِدُوا۟ فِی سَبِیلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) [سورة المائدة: الآية ٣٥]، ونحن نعرف أنّ الوسيلة هنا هي العمل الصالح، فلا يُمكن أن تكون الوسيلة التي يتقرّب بها العبد إلى الله هي عباد الله الصالحين كما يعتقد هؤلاء الناس. كما استشهدوا بعدة أحاديث ضعيفة لا يجب الالتفات إليها، كالحديث الذي يقول إِنّ أعمالنا تُعرض على النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنّه سيشفع لأمّته وعليه فيجوز التوسُّل به إلى الله تعالى في رأيهم، واستشهدوا أيضًا بأحاديث مكذوبة وموضوعة، كحديث: «تَوسَّلوا بجاهي فإنَّ جاهي عندَ اللهِ عظيم» وحديث: «إذا أعيتكم الأمورُ فعليكم بأهلِ القبورِ، أو فاستعينوا بأهلِ القبورِ "، وهي كلّها أحاديث كذب عن رسول الله.
الاستشفاع هو أن يطلب إنسان من آخر أن يتوسَّط له عند ملك أو سلطان، ليقضي له حاجته أو ليدفع عنه ذنبًا أو جريمة ارتكبها، والاستشفاع في الدنيا جائز، كأن يشفع أحد بآخر عند ذي مال أو سلطان لقضاء حاجة ما، بشرط أن تكون هذه الحاجة مشروعة، كالمطالبة بحقٍّ ضائع أو نصرة مظلوم وغيره، وألَّا تكون إثمًا كإسقاط حقٍّ من الحقوق أو ظلمٍ لإنسان وغيره.
أمّا ما يفعله بعض النّاس من طلب الشفاعة من الأولياء الصالحين والأموات عند الله، فهو جهلٌ وشركٌ بالله، حيث إنّهم دعوا غير الله، وقاسوا الخالق على المخلوق، وكأنّ الله يحتاج لواسطة حتى يستجيب لعباده. يقول الله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ) [سورة البقرة: الآية ١٨٦].
أمّا الشفاعة في الآخرة، فهناك شفاعة منفيّة لا حقيقة لها، كشفاعة الآلهة التي عُبدت من دون الله، وشفاعة الكفّار والمشركين، وشفاعة دون إذن الله تعالى كما في قوله: (مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ) [سورة البقرة آية ٢٥٥].
وهناك الشفاعة المُثبتة وأولّها شفاعة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهي كثيرة، كشفاعته في فصل القضاء، وهي الشفاعة العظمى التي ذُكرت في القرآن الكريم وهي المقام المحمود، وشفاعته في أناسٍ من أمّته يدخلون الجنّة بغير حساب، وشفاعته لأهل الأعراف وغيرها. والنوع الثاني من الشفاعة المُثبتة هي شفاعة الأنبياء والملائكة والأولياء والشهداء والصالحين.
جَهِلَ الناس بحقيقة التبرُّك مثل التوسّل والتشفّع، ممّا أساء إلى لإسلام والمسلمين، فذُبح لغير الله، واستُغيث بغيره، ووقع من الشرك الكثير باسم التوسُّل والتشفُّع والتبرّك.
والبركة في الدين معناها الخير الكثير، يقول الله تعالى عن ليلة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [سورة الدخان آية ٣]، لذلك فإنّ طلب البركة أو التماس الخير أمرٌ مستحسن شرعًا، ولكن يجب أن يكون التبرُّك هذا بما عُلم شرعًا أنّ فيه بركة، كبيت الله الحرام وماء زمزم والقرآن وغيرها من الأشياء، ويكون التبرُّك على حسب الشيء نفسه، فالتبرّك ببيت الله الحرام يكون بزيارته، والتبرُّك بزمزمٍ يكون عن طريق الشرب منه، والتبرُّك بالقرآن يكون بقراءة آياته وتدبُّر معانيه، وهكذا.
أمَّا التبرُّك بالصالحين أو بالأولياء وتقبيل أبوابهم والسجود على أعتابهم فهذا ليس بجائزٍ. لذلك فإنّ التبرُّك لم يعُدْ مشروعًا، ويجب تركه إن كان يؤدّي إلى ارتكاب مُحرّم، مثلما يفعل جهلة المسلمين اليوم من زيارة الأضرحة والإقامة فيها باسم التبرُّك.
يدور معنى الوليّ أو الولاية حول معاني الحبّ والنصرة والقيام بالأمر لصالح الوليّ، وعكس الولاية العداوة، فولاية الله للعبد في أن يهديه إلى الإيمان به ومعرفته وطاعته ومحبَّته، وولاية العبد لله في أن يؤمن به ويتَّقيه ويتقرّب إليه. فأصل الولاية يكون بالإيمان والتقوى، وشرطها هو الموافقة التامّة في الحبّ والبغض، ومتابعة الرسول صلّى الله عليه وسلَّم في كلّ ما جاء به ودعا إليه. يقول الله تعالى: (أَلَاۤ إِنَّ أَوۡلِیَاۤءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ. ٱلَّذِینَ آمنوا وَكَانُوا۟ یَتَّقُونَ) [سورة يونس: الآية ٦٢، ٦٣].
وللأولياء أربع مراتب:
الأولى هي المرتبة العليا، وهي مرتبة الأنبياء والمرسلين.
والثانية هي المرتبة العالية، وهي مرتبة السابقين المُقرَّبين من أتباع الرسل عليهم السلام.
والثالثة هي المرتبة الوسطى، وهي مرتبة أهل الإيمان والتقوى.
والمرتبة الأخيرة وهي المرتبة الدنيا التي تخصُّ أهل الضعف في الإيمان والتقوى والظالمين لأنفسهم.
وهناك طريقان للوصول إلى ولاية الله ومحبَّته، وهي الغاية التي يسعى إليها كلّ مؤمن:
الطريق الأوَّل بالاجتباء أو بالاختيار، فالله وحده هو من يختار أولياءه.
والطريق الثاني هو الإنابة، وهو أن يستخلص الله لعبادته من يرجع إلى طاعته أو يُقبل إلى عبادته. يقول عز وجل: (ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ) [سورة الشورى: الآية ١٣].
الكرامة هي ما يُكرّم الربّ به عباده، كالخلق في أحسن تقويم، وإعطائهم نعمة العقل، وتسخير الكون لهم، وغيرها من الكرامات العامّة.
أمّا الكرامات الخاصّة فهي كهداية عباده للإيمان، وتوفيقهم للطاعة، وترك المُنكرات، وغيرها.
وهناك من عباد الله الصالحين من زاده الله إيمانًا وتقوى وصلاحًا، وهم الذين يُظهر الله على أيديهم ببركة دعائهم خوارق العادات، كشفاء المرضى وعدم الاحتراق بالنّار وغيرها من الأمور العجيبة، وهو المقصود بالكرامة التي يظهر فيها أمرٌ خارق للعادة، من قبل شخص له درجة عظيمة عند الله عزّ وجلّ.
وقد فرّق ابن تيميّة بين الكرامة والمعجزة:
فالمُعجزة شيء عظيم لا يحدث إلا لنّبي كدلالة على صدقهُ.
أما الكرامة فرغم أنَّها خارق حقيقيّ لقوانين الكون بقدرة الله عزّ وجل، إلَّا أَنَّها من التوابع والنوافل، أي أَنَّها لا تصل إلى حدّ المعجزات الكُبرى.
يعتبر ابن تيميّة أنّ آيات الأنبياء وكرامات الصالحين لا توجد إلَّا مع النُّبوّة، أمَّا خوارق السحرة والدجالين فلا توجد إلَّا مع ما يُناقض النُّبوّة، وهذا هو الفارق بينهما.
ومعجزات الأنبياء أو كراماتهم كثيرة، مثل تسبيح الحصى في كفّ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ونجاة إبراهيم من النّار، وإخراج يونس من بطن الحوت، ونطق عيسى في المهد وغيرها كثير.
ومن كرامات الصالحين قصّة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فتوسَّلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فاستجاب الله لهم وأخرجهم سالمين من الغار.
ومن كرامات الصحابة كرامة سعد بن أبي وقّاص الذي كان مستجاب الدعوة، فما دعا قطّ إلَّا استجاب الله له، وخالد بن الوليد الذي شرب السمّ ولم يضرّه، وغير ذلك كثيرٌ.
هذه الكرامات تختلف عن الأحوال الشيطانيّة التي يتدخَّل فيها الجنّ والشياطين، فالكرامات سببها الإيمان والتقوى، أمّا الأحوال الشيطانيّة فسببها هو ما نهى الله عنه ورسوله من كفر وفسوق وعصيان، وهي تخصّ من خرج عن الكتاب والسنّة من الإنس مع الجنّ الذين يقترنون بهم.
فرّق ابن تيميّة بين النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والوليّ، والمُدعي أنّه وليّ بينما هو ساحر أو مشعوذ، فقال:
إنّ النَّبيّ هو الذي تجري على يده المعجزات سواء أكانت معجزات كبرى أم معجزات صغرى.
والوليّ هو الذي تحدث على يده الكرامات التي تُشبه المعجزات الصغرى، ولكنّها لا تدلّ على كونه معصومًا كالأنبياء، لذلك فإنّ طاعة النَّبيّ واجبة مطلقًا، بينما طاعة الوليّ ليست كذلك.
أمّا من يدّعي أنّه وليّ لحدوث شيء من الخوارق على يده، فيكون ذلك بحسب صلاح ذلك الشخص وتقواه والتزامه بالفرائض وبُعده عن الكبائر، فإذا كان كذلك، فيجوز أن يُطلق على ذلك الخارق الذي صنعه اسم كرامة، وإذا كان خلاف ذلك، فلا يجب أن يَعْتدّ أحد بما قام به.