غرناطة، جمال يهدِّده الاحتلال
كان أبو جعفر شيخًا كبيرًا ومعروفًا بصدقه وأمانته، يعيش في حيّ البيازين في غرناطة مع زوجته أمّ جعفر وحفيديه (حسن) و(سليمة) اللذين توفّي والدهما، وكان أبو جعفر قارئًا نهمًا وعاشقًا للكتب والعلوم العربيّة، يدير حانوتًا في الحيّ، ويكنُّ لغرناطة حبًّا يظهر جليًّا في نظراته لسفوحها ومبانيها.
وكان يعمل لديه في الحانوت ولد اسمه (نعيم)، وكان نعيم ولدًا يتيمًا ربَّاه أبو جعفر منذ أن كان طفلًا، وعلَّمه دباغة الجلود وترتيب المخطوطات، إضافة إلى تغليف الكتب، وقد عامل نعيم أبا جعفر كأنّه أبوه؛ يحترمه ويقدّره وتعزّ عليه رؤيته حزينًا، ولذا فعندما رآه مرّة كدرًا مهمومًا، راح يجتهد في عمله محاولًا إسعاده وإرضاءه، وقد خاف عليه أن يكون مريضًا.
ويومها كان قد انتشر خبر غرق موسى بن أبي غسان في النهر، وكثرت الشائعات التي فسرت سبب موته، ولكن المؤكّد أنَّ الحادثة جرت بعد اجتماع الحمراء، حيث قام الملك أبو عبد الله محمد الصغير بتسليم غرناطة لملوك الروم، متنازلًا بذلك عن ملكه وعن حريّة غرناطة وتاريخها العربيّ، وكان لهذا الخبر أثره الكئيب الذي عمّ قلب أبي جعفر وقلوب أهل غرناطة كلّهم.
وكان موسى بن أبي غسان فارسًا مسلمًا نبيلًا، رفض تسليم غرناطة وبقيت كلمته الخالدة طويلًا، والتي قال فيها:
وأصبح هذا الخبر موضوع أحاديث الرجال في كلّ جلساتهم، خاصّة في الحمّامات العربيّة التي كانت تجمعهم، وكان (سعد) ولدًا يافعًا يعمل لدى أحد الرجال ويساعده في حياته اليوميّة، وفي زيارة لهما لحمام أبي منصور، دخل سيّد سعد في حديث مع الرجال هناك حول الروم وغرناطة، وكانت جملته اليائسة "غرناطة ساقطة لا محالة" سببًا في جعل (أبي منصور) يصرخ به ويطرده من الحمام بلا عودة، وفجأة وجد سعد نفسه ولدًا وحيدًا بلا عمل، ولذا ساعده أبو منصور في العثور على عمل لدى أبي جعفر، حيث سيعمل سعد مع نعيم.
وبعدها بفترة، استيقظ أهل غرناطة على أصعب الأخبار؛ دخول الروم غرناطة، واستلامهم مفاتيحها، وها هو الصليب يوضع فوق أبراج الحمراء، بينما راح القشتاليّون يختطفون الناس من الشوارع ويبيعونهم عبيدًا للعمل القسريّ. فعمّ الحزن كلّ أرجاء غرناطة.
وغدا أبو جعفر حزينًا، يتأمّل كلّ صباح عمائر المدينة ويرفض بيع أيّ شيء من ممتلكاته، ويصرّ على متابعة تعليم حفيديه حسن وسليمة في المنزل، على أمل أنَّ هذه المصيبة ستزول قريبًا، وتعلَّم حسن أصول الخطّ العربيّ حتَّى أتقنه، وكانت سليمة فتاة مجدّة تحبّ العلم، متقدّمة في اللغة والشعر، أمَّا سعد، فقد صار صديقًا لنعيم، يعرفان بعضهما جيِّدًا، ويترافقان في الجولات والأحاديث ولا يمرّ يوم دون جولة ليليّة بين بيوت غرناطة يتجاذبان فيها أطراف الأحاديث، ويتبادلان فيها المعلومات والأخبار.
وصول موكب الفارس القادم من العالم الجديد
لم يكن أبو جعفر راضيًا عن ذهاب الأولاد لمشاهدة الموكب القشتاليّ، ولكن حبّه لهم جعله يستسلم لمطلبهم، وكان الأولاد (حسن وسليمة وسعد ونعيم) رفاق الطفولة، لا يزالون يستغربون التغيُّرات التي فرضها دخول الروم إلى غرناطة.
وذهب الأربعة إلى الموكب ممسك بعضهم بأيدي بعض لكيلا يضيع أحد منهم من الآخر، وراحوا يراقبون بدهشة وسعادة الحيوانات الغريبة والطيور النادرة التي جلبها الرحال "كريستوبال كولون" من العالم الجديد المكتَشف؛ عالم ما وراء البحار، ولكن فرحتهم سرعان ما تحوّلت إلى حزن، عندما لمحوا السكان الأصليّين لذلك العالم، وهم مربوطون بالسلاسل، يسيرون بصمت يتحاشون النظر في وجوه الناس الذين بدا أنَّهم يرمقونهم ويراقبونهم.
قرّر الأولاد مغادرة الموكب بعد رؤية الأسرى، وبخاصّة سعد الذي عادت إليه ذكريات الأسرى في مالقة التي عاش فيها قبل تيتُّمه، ولكنّهم قبل المغادرة لم يجدوا نعيمًا، وقد قلقوا عليه بشدّة وبخاصةٍ سعد، وبعد أن مضى النهار مليئًا بالقلق والترقّب، عاد نعيم في المساء، وفسّر لهم غيابه بأنّه أعجب بصبيّة من الأسرى، وأنّه تبعها محاولًا الحديث معها ولكنّه لم ينجح، وكان نعيم معروفًا بعشقه للصبايا والبنات الحسناوات.
ولم يكن سعد يشبهه في ذلك، وكان نادرًا ما يبحث عن الحبّ فهو لا يفكّر إلّا في عمله وذكريات طفولته، ولكن الأمر لم يبقَ على حاله، فقد وجد سعد نفسه فجأة معجبًا بسليمة؛ يخجل من رؤيتها ويستغرب كيف لم يلحظ جمالها من قبل، لذا، أصبح سعد يتهرّب من لقاء سليمة خجلًا من مشاعره تجاهها، خاصّة وأنّه فقير معدم لا قدرة له على طلبها من أهلها.
الإفراج عن حامد الثغريّ
وصل أسقف طليطلة إلى غرناطة صيفًا، ونادى أحدُ رجاله بين الناس بأنّهم سيفرجُون عن البطل حامد الثغريّ وهو لا يزال حيًّا، وعلى من يريد التأكّد من ذلك أن يذهب إلى كنسية سان سلفادور ليراه. وحامد الثغري، هو قائدٌ مسلم، برز دورهُ في حصار مالقة عام 1487، حيثُ رفضَ الاستسلام وتسليم مالقة للقشتاليين، فأعلن مقاومته واستجاب له عددٌ كبيرٌ من الفرسان الذين أعلنوا استعدادهم للمقاومة، ولكنه سقط في الأسر بعد مقاومة شديدة بسبب الخيانة.
ذهب سعد مع أبي جعفر وأبي منصور إلى الكنيسة لرؤية البطل الذي كان مثالًا لمقاومة القشتاليّين، ووقفت الحشود في ساحة الكنيسة التي كانت تسمّى مسجد البيازين سابقًا، وكان الجميع يترقّب ظهور البطل حامد ليسمعوا كلامه، وليرفعوا معنويّاتهم بملاحظة ملامح قوّته ومظاهر شدّة بأسه.
وعندما ظهر حامد الثغريّ أمامهم أخيرًا، وجدوه هزيلًا متعبًا تظهر عليه علامات التعذيب الشديد في السجن، وبينما كان الجميع ينتظر منه أن يقول شيئًا عن الصبر والمقاومة، صُدموا عندما وجدوه يتقدّم ويعلن تنصُّره أمام كلّ الجموع، إذ اقترب من القسّ الذي قام بتعميده وغيّر اسمه إلى اسمٍ قشتاليّ.
ويومها، بكى أبو جعفر بكاءً مريرًا؛ فها هم الأبطال يستسلمون، وغرناطة بدأت تتداعى وتنهار، ولم يعد مصيرها الكئيب مجهولًا. وبعد تلك الحادثة، بدأ القشتاليّون يُداهمون المدارس والمساجد، وجمعوا كلّ ما يستطيعون من كتب ومخطوطات عربيّة أصيلة، وراح أصحاب الحوانيت والمكتبات يخبؤون الكتب سرًا في الأقبية والمنازل البعيدة حتّى لا يصل إليها القشتاليّون، بينما أسرع أبو جعفر في التخطيط لعمليّة نقل كتبه من منزله وإخفائها في قبو منزله الثاني في عين الدمع.
وبعد المداهمات العديدة التي نفّذها القشتاليون في حيّ البيازين، وضعوا كلّ الكتب التي جمعوها في الساحة، ثمّ أضرموا فيها النيران، ولم يستطع أبو جعفر تحمّل ما رآه؛ فالأوراق تحترق وتتطاير، وألسنة النيران تلتهم الكتب بلا رحمة، فأخذ أبو جعفر ينتحب متسائلًا عن الذنب الذي ارتكبوه حتّى يحدث في غرناطة مثل هذا الأمر المريع، ومن شدّة حزنه على مصير الكتب والبلاد، لم يتمكّن من متابعة الحياة، ومات أبو جعفر حزينًا مهمومًا.
وتمادى القشتاليّون في تعذيب العرب أشدّ أنواع التعذيب، فالتحدّث بالعربيّة كان ممنوعًا، وقد مُنعت العادات العربيّة والإسلاميّة، وفي الوقت الذي كانت إحدى الجماعات تحاول الجهاد وقطع الصلة مع الملك؛ كان آخرون يجدون طريقة للتفاوض معهم، ولكن سرعان ما يعود القشتاليّون لتعذيب وشنق كلّ من يعارض أوامرهم ويمتنع عن التنصّر.
سعد وحسن، وحياة العشق والزواج
بعد وفاة أبي جعفر، انتقل سعد للعمل لدى أبي منصور في الحمّام العربيّ، بينما بدأ نعيم العمل لدى أحد الإسكافيّين، ولكن هذا لم يمنعهما من متابعة السهرات واللقاءات، وقد أدرك نعيم أنّ سعدًا معجب بسليمة، ويصرّ عليه أن يطلب يدها بلا تردّد حتَّى لو كان فقيرًا، فيقتنع سعد ويذهب مع أبي منصور الذي طلب له يد سليمة، فيوافق حسن وتوافق سليمة أيضًا، ولكن أمّ جعفر لم تكن راضية عن هذا، خاصّة وأنّ سعدًا سيعيش معهم بسبب فقره الشديد.
وعلى الرغم من أنّ سعدًا كان يشعر بنقصه وفقره، إلَّا أنّ سليمة وافقت عليه وأحبَّته، وقد أقاموا عرسًا فخمًا ترافق يومها مع انتصارات ضدّ القشتاليّين، بعد زواجهما، وراح سعد يروي لها ماضيه وذكرياته مع أسرته وأخته الصغيرة، وقد بكت سليمة وهي تنصت لذكريات الحصار، وكيف قُتلت أسرته كلّها في مالقة وأصبح على أثرها فقيرًا وحيدًا.
وبعد فترة قصيرة جدًّا، التقى حسن في إحدى نزهاته فتاة حسناء وقرّر أن يطلبها للزواج، وكانت الصبيّة ابنة طبّال وسليلة عائلة موسيقيّة، واسمها مريمة بنت أبي إبراهيم، وأقاموا عرسًا بلا أهازيج احترامًا للحداد الذي كان يعمّ الحيّ بسبب أفعال القشتاليّين، ولكن أمّ جعفر أصرّت على الفرح والأمل، وزغردت زغرودة طويلة فرحًا بزفاف ابنها.
تغيُّرات في حياة عائلة أمّ جعفر
مرّت الشهور، وأنجبت مريمة طفلة أسمتها رقيّة، وأنجبت سليمة بعدها ولدًا، ولكن الأقدار شاءت أن يموت ابن سليمة وهو بعمر الشهرين فقط، فتضطرب صحّة سليمة النفسيّة، وتكثر تساؤلاتها عن أسباب الموت والحياة، وعن السبب الذي جعل الموت يخطف منها جدّها أبا جعفر وابنها الرضيع البريء، وبسبب حزنها هجرت زوجها، وانكبّت تقرأ كتب طبّ الأعشاب وتتعلّم صنع العقاقير والأدوية حتّى احترفتها، وكان ذلك سببًا جعلها تتخاصم مع سعد كلّ يوم.
وقد فرض القشتاليّون على العرب التنصُّر الإجباريّ، وقرّر أهل البيازين الهرب من الحيّ، ولكن مريمة أقنعت العائلة بعدم مغادرة البيازين مهما حدث، وأنّ التنصُّر لن يؤثّر على حياتهم كثيرًا طالما أنَّهم سيتابعون العيش كما يريدون بالخفاء.
انتقل نعيم للعمل لدى أحد القساوسة بصفته مساعدًا له، وكان في كلّ مساء يزور أمّ جعفر، ويروي لها ما يسمعه من أخبار سياسيّة مصدرها القسّ وزوّاره، وكانت تلك الأحاديث تملأ وقت أمّ جعفر، في حين كانت الحياة تسير باعتياديّة بين سعد وسليمة، وحسن ومريمة وأولادهما.
الجهاد ضدّ القشتاليّين
جاء يوم تخاصم فيه حسن مع سعد، ولم تدرك أمّ جعفر سبب ذلك الخلاف، وقد كان حسن غاضبًا يرفض قرارات سعد، بينما سليمة ومريمة ترفضان إخبار أحد بموضوع الخلاف، وكان سعد قد قرّر أن يتعاون مع المجاهدين في الجبال لمقاومة القشتاليّين والمشاركة في الثورات. ويرحل سعد دون توديع أحد، وتغضب أمّ جعفر وتحزن لمغادرته، وراحت تنتظر عودته كلّ يوم بينما سليمة تقاوم حزنها وشوقها إليه، وعندما أدرك نعيم رحيل رفيق عمره بهذا الأسلوب المفاجئ والسريع، جنّ جنونه وغضب لرحيله دون أن يخبره.
وتمرّ الأيّام والشهور، وتموت أمّ جعفر وهي تنتظر سعدًا أن يعود إلى حفيدتها سليمة، واضطرّ أهلها إلى دفنها على طريقة القشتاليّين تفاديًا للتعذيب، وقد أعادت هذه الحادثة إلى سليمة ذكرى فقدان جدّها الذي علّمها أصول القراءة والكتابة، وازداد حزنها وهي ترى الموت يخطف كلّ من تحبّ.
أمَّا مريمة، فقد كانت قويّة وذكيّة، وقد أثبتت حنكتها عندما كانت تنقذ العرب وأطفالهم من براثن التعذيب بسبب أكاذيبها الملفَّقة على الروم، ولكن عندما توفّي أبو إبراهيم والدها، دفنه أهلها على الطريقة الإسلاميّة، وقرأوا القرآن في عزائه دون خوف من العقاب؛ لذا فقد اعتقلهم القشتاليّون فورًا بعد مراسم الجنازة، فهلعت مريمة بعد هذا الخبر، وقلقت على أمّها وأخويها من خطر التعذيب الذي قد يودي بحياتهم، وكانت كلّما سمعت عن موكب جديد، تركض إليه علّها ترى أهلها بين الأسرى فتطمئنّ عليهم، ولكن لم يحدث ذلك.
أسفار ولقاءات
كان نعيم يعمل لدى القسّ ميجيل، ويساعده في مختلف مجالات العمل، وقد أخبر القسّ نعيمًا أنَّه يريد السفر إلى العالم الجديد، واقترح عليه أن يسافر معه ليساعده في توثيق المعلومات التي سيحصلون عليها، ولم يتردّد نعيم في الموافقة؛ فهو يعيش في البيازين بلا أهل، وصديقه الصدوق سعد قد غادر منذ ثلاث سنوات دون أن يودّعه حتَّى، لذا لم يجد نعيم أي رابط يربطه بالبيازين، فودّع جميع من يعرف في الحيّ، وغادر مع القسّ إلى العالم الجديد.
وفي هذه الأثناء، كان سعد يعيش في قرية جبلية مستورة عن عيون الغرباء، وكان المجاهدون فيها يحملون المؤن والرسائل إلى فدائيي البحر الذين يهاجمون الشواطئ ويوجعون جند قشتالة وحكومتها بغاراتهم، وفي إحدى الليالي، رأى سعد في منامه أنَّه يقف في الحانوت برفقة نعيم وأبي جعفر وحسن، يجهّزون سويًّا مخطوطًا عربيًّا، وكانت سليمة تقف قرب باب الحانوت بانتظار انتهاء الكتاب، وقد أشعل فيه هذا المنام شوقًا كبيرًا لزوجته وأهلها في البيازين، وقرّر النزول إلى غرناطة للقائهم.
وكانت تلك الليلة مثل الحلم لدى سليمة، فهل كانت تحلم، وهل كان ما سمعته هو صوت سعد حقًّا؟! وعانقته سليمة بشوق كبير وهي تغالب البكاء، وفرح الجميع بعودة سعد إلى المنزل، وروى سعد لصديقه حسن عن القرية الجبليّة التي يعيش فيها، وكيف أنَّهم يمارسون عاداتهم الإسلاميّة دون خوف، وأخبره أنَّ القرية لا تحتوي على أيِّ قشتاليّ، فكلّ سكانها عرب، وكان حسن يستمع إليه وهو يكاد لا يصدّق وجود مثل هذا المكان.
وفي اليوم التالي، يخبر حسن سعدًا أنَّه الآن يدير خانًا ضخمًا وكبيرًا يستقطب الكثير من الزوّار، ثمّ مهّد له الحكاية وأخبره أنّ نعيمًا قد سافر خارج البلاد، وبعدها رافق حسن سعدًا ليزور معه قبر أمّ جعفر التي رحلت في غيابه.
وبعد ثلاثة أيّام، يغادر سعد غرناطة عائدًا إلى رفاقه المجاهدين، دون أن يدرك أنه ترك وراءه جنينًا يكبر في رحم سليمة، وقد أنجبت سليمة بنتًا جميلة مدلَّلة، وأسموها عائشة، أمَّا اسمها القشتاليّ فقد كان إسبيرانزا، وقد أحب بنات حسن عائشة وفرحن بوجودها في المنزل، بينما كان ابنه الأصغر هشام يغار منها لأنَّها سحبت منه كلّ الاهتمام، وكان حسن في غاية الفرح وقد رأى أن مجيء عائشة إلى حياتهم يعدّ من حسن الطالع؛ لأنَّ ولادتها ترافقت مع غارة نفّذها الفدائيّون وقصمت ظهر الإسبان.