يرى المؤلف أن ثقافة المجتمع الأمريكي الذي كان يعيش فيه هي ثقافة ظاهريا متحضرة، لكنها في الحقيقة تحمل حقدا وجشعا وعنفا وغضبا وعنصرية ضد البشر جميعا. كما أنّه مُدركٌ لمدى تأثير أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين، على الرغم من كونهم مختلفو الجنسيات، ولكنهم اجتمعوا على مبدأ الأخوة والمحبة والنصر والمساواة بين البشر. والمساوة هي سبب انتشار الإسلام في إفريقيا بشكل سلمي، فالإسلام لا يعرف العنصرية ولا يدعو لها، بل إنه يساوي بين الناس جميعا، فالميزان في الشريعة الإسلامية هو التقوى وليس الجنس أو اللون أو الغنى أو الفقر أو القوة أو الضعف.
والقرآن الكريم رسالته عالمية فهو يخاطب البشرية جمعاء، ودائما ما يدعو البشرية بقوله: يا أيها الناس؛ حيث تشير صيغة هذه الدعوة إلى مطلق المساواة بين الناس ذكورا كانوا أم إناثا. وكانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أساسها المساواة، وإلغاء الفروق القبلية التي وضعها النظام القبلي في الجزيرة العربية في الجاهلية.
فسّر المؤلف شعائر الإسلام تفسيرا واقعيا جيدا، فالشهادة تمثل اعتراف المرء بالإسلام وحمله للأمانة المقدسة لكي يكون خليفة الله على الأرض، والزكاة هي ضريبة ضئيلة من نسبة مئوية محددة على ثروة المسلم، تُعطى لأولئك الذين يستحقون، والصوم يخلق مشاعر قوية من التضامن بين المؤمنين، ويعمق التعاطف مع الفقراء والجائعين في العالم، والحج هو الرحلة إلى مكة، وهو رمز ليوم القيامة الذي سوف تجتمع فيه كل المخلوقات.
أما الركن الذي جعله الكاتب الأخير وهو الأول في الحقيقة فهو الصلاة، وهي ملتقى رائع من التلاوة والنصح والحركة والإيقاع والشعيرة، التي تدفع المؤمن خارجيا كي ينضم إلى المجتمع، وداخليا إلى التخاطب الخاص مع الله. فخطبة الجمعة في المساجد تعمل على تكريس الوحدة الإنسانية تحت وحده الله، ونبذ الأحقاد؛ مما يسهم في تلاحم المجتمع وتأسيس الدولة الإسلامية الشاملة.
يُوجه الكاتب حديثه إلى كثير من المسلمين الأمريكيين الذين أسلموا حديثا، ويحاول أن ينصحهم بعدة نصائح من خلال خبرته في تجربته ودخوله الإسلام، ومنها أنّ هذا الدين مرن، وأنّه يمكن لثقافات مختلفة أن تتبناه، وأنّه دين ليس فيه غلو ولا تشدد، بل هو دين مثالي وسطي يصلح لكل زمان ومكان، ويُعلي من شأن العقل والتفكير، ويخفض من شأن الجهل. ولقد وصف الكاتب طبيعة المسلمين الجدد في أمريكا بأنهم يتعاملون مع والديهم بطريقة حسنة، وخاصة إذا كان الوالدان من المسنين، حيث إن الروابط بين الآباء والأمهات وبين الأولاد، تنمو بشكل قوي وملحوظ بعد قبولهم للعقيدة الجديدة.
إنّ الإسلام يولي أهمية كبرى لعلاقة الفرد مع أفراد أسرته، فهو يعمل على وحدة الأسرة والعائلة، بما في ذلك الأجداد والعمات والخالات والأعمام والأخوال وأولاد الأعمام والأخوات؛ مما يسهم في بناء صرح المجتمع الإسلامي.
وعلى حين نجد نظرة الكتاب المقدس إلى المرأة مرتبطة بالقصة الأولى، قصة آدم وحواء، وأن حواء إنما هي الغاوية الملومة أكثر من آدم، وبالتالي فإن عليها أن تتحمل اللعنة؛ نجد القرآن الكريم وضع المرأة في موضع جيد فهو لا يفرق بينها وبين الرجل في التكليفات اللهم إلا في بعض التكليفات التي تختص بها، ونجد أن الإسلام قد كرم المرأة تكريما كبيرا.
لقد كان وضع المرأة في الثقافات الهندية والإغريقية والرومانية والفارسية القديمة في منتهى الانحطاط. ولقد كانت المرأة في تلك المجتمعات محرومة من أي وضع قانوني عادل، وكانت تعامل كمخلوق أدنى.
إنّ معالجة القرآن للميراث تعكس اهتمام القرآن وتأكيده على استقلالية المرأة، في الوقت الذي يوازن فيه بين حاجتها ومسؤولياتها ومسؤوليات الرجال.
وإنّ النظام الإسلامي في الزواج نظام متوازن، وهو يحافظ على الأسرة ويبني المجتمع، ويبتعد عن كل اضطراب، ويعطي المرأة حقوقها بداية من المهر، ونهاية بحقوقها بعد الطلاق.
وتتشكل أمام المرأة المُسلمة في الغرب مصاعب جمّة، وتواجهها تحديات كبيرة، فبعد أن تنضم إلى الإسلام، يجب عليها أن تُغيّر من ملابسها وترتدي ملابس مناسبة للدين الجديد الذي اعتنقته، إنه الدين الذي يُحافظ على إنسانيتها وعفافها.
وقد أوضح علماء الإسلام وفقهاؤه أن الثقافة والتعليم ليسا حقا للرجل فقط، ولكن للرجل والمرأة المسلمة على السواء، وهما فريضة دينية عليهما جميعا.
والإسلام والعلمانية لا ينسجمان؛ فالعلمانية تتضمن اللامبالاة أو إقصاء الدين، وهي ترى أن أساس الأخلاق يجب ألا يكون دينيا، وهذه عقيدة لا يمكن للمسلم القبول بها.