بدأ الكاتب رحلته إلى الإسلام مع ذلك الحلم الذي رآه وتكرر معه عدة مرات، وهو أنه في مسجدٍ يصلي صلاة المسلمين. كان الشك في العقيدة الكاثوليكية من طبيعة الكاتب منذ أن كان طفلًا صغيرًا، حتى أنه ظل سنين طويلة يبحث عن أدلة لوجود الله، إلى أن تحولت حياة الكاتب إلى اتجاه آخر، عندما قابل ذلك الشاب العربي محمود قنديل.
كانت الرغبة الداخلية للكاتب جيفري لانج هي الدافع الأساسي له في التعرف على الإسلام، فقد كانت لديه تساؤلات كثيرة حول هذا الدين، وكادت شكوكه تخنق عليه أنفاسه، ولكنه كان شجاعًا حينما اتخذ القرار وذهب إلى المسجد .
بدأ لانج يلتقي بإمام المسجد الذي رحب به، وحاول أن يجيب على أسئلته ويؤثر في نفسه القلقة، حتى انتهى به المطاف إلى ترديده للشهادة ودخوله إلى الإسلام.
على الرغم من تردد لانج في البداية في الدخول إلى المسجد، إلا أنه استجمع قواه النفسية، وأخذ قراره بفتح باب المسجد، وحينما دخله وجد شابان يقفان ويتحدثان مع بعضهم البعض، أحدهما ماليزي والآخر عربي. اقترب لانج منهما وهو يشعر بالقلق والتردد، لكن الشاب الماليزي الذي عرف ما يدور في ذهنه، طمأنه وقال له: "هل تريد أن تدخل في الإسلام؟".
ثم شرع الشاب الماليزي في شرح بعض المعاني الدينية التي تحببه في هذا الدين، ولكن لانج لم يكن مهتمًا في البداية، حتى دخل إمام المسجد غسان الذي كان يبدو عليه أنه رجلا روحانيا، فقد كان يدعو الله بدعوات ويناجي ربه بكلمات مؤثرات. قام غسان إمام المسجد بشرح حقيقة وجود الله وحقيقة القرب من الله، وأننا لابد أن نقترب من الخالق العظيم، وشرح له بعض صفات الله سبحانه وتعالى مما جعله يستشعر الأمان، ويستشعر الحب لهذا الخالق العظيم.
اكتشف جيفري لانج الإسلام، ذلك الدين العظيم، دين الفطرة، الذي يقرب الإنسان من ربه، ويجيب له عن أسئلته التي تدور في ذهنه. وعرف أن القرآن العظيم هو الكتاب الذي فيه العلاج الناجح لكل مشاكل الإنسان، وهو كتاب إلهي معجز يشخص آلام النفس البشرية بدقة، ويجيب على أسئلة الإنسان، وهو حبل الله المتين الذي يقرب الإنسان من الله.
وصف لانج لحظة نطقه للشهادتين، وتأمله في كل كلمة كان يرددها خلف الإمام، كانت هذه الكلمات تخرجه من الظلام إلى النور، ومن القلق إلى الطمأنينة، ومن التعب إلى الراحة .
كانت أول صلاة لجيفري هي صلاة الجمعة بعد إسلامه بيومين، ووصف جيفري الصلاة وحركاتها وصفًا دقيقًا روحانيًا، ووصف كل حركة و دلالتها، وكل تكبيرة، وكل كلمة ينطقها في الصلاة و معانيها. حينها شعر جيفري بالراحة والطمأنينة، واكتشف النور الذي كان ينشده، إنه الحلم الذي رآه قبل 10 سنوات، وانخرط لانج بعدها في بكاء طويل.
شعر جيفري أن الله سبحانه و تعالى كان قريب منه دوما، يوجه حياته، ويخلق له الظروف والفرص، حتى يهديه طريقه.
شعر جيفري أخيرًا بالحب والعاطفة العميقة بعد أن عرف الله.