"إنّ أثر الدين الصحيح هو اصلاح القوم الذين خوطبوا به، وانتشالهم من حضيض الانحطاط إلى أوج السمو، إن خاصًا فخاص وإن عامًا فعام، على نحو مراد الله من الدين، ومن الأمة المُخاطبة به على حسب حكمته تعالى".
"مراد الله في الأديان كلها منذ النشأة إلى ختم الرسالة واحد، وهو حفظ نظام العالم وصلاح أحوال أهله، فالصلاح هو مراد الله تعالى".
"إنّ كل فعل يحب العقلاء أن يتلبس به النّاس وأن يتعاملوا به فهو من الفطرة، وكل فعل يكرهون أن يقابلوا به ويشمئزون من مشاهدته وانتشاره فهو انحراف عن الفطرة، هذا إذا خلي العاقل وعقله، منزهًا عن عوارض أميال الشهوات والأهواء."
"إصلاح عقل الإنسان هو أساس إصلاح جميع خصاله، ويجيء بعده الاشتغال بإصلاح أعماله، وعلى هذين الإصلاحين مدار قوانين المجتمع الإسلامي.".
"الرضى بالقضاء والقدر أدب إسلامي موقعه عند الأحوال التي يغلب المسلم فيها على سعيه فيخيب فيه، أو عند الحوداث الخارجة عن مقدرة الإنسان، فمن الأدب الديني أن يرضى بذلك ولا يجزع وهو ضرب من الصبر مُعلّل باعتقاد أن قدرة الله أكبر من كل مقدرة."
"من مقاصد الإسلام أن تكون الأمة الإسلامية مرهوبة الجانب، محترمة، منظور إليها في أعين الأمم الأخرى نظرة المهابة والوقار يخشون بأسها، ليردعهم ذلك عن مناوشتهم إياها وتكدير صفو الأمن فيها".
"وليس غرس محبة الله ورسوله في النفوس بكافٍ للدوام على الطاعة، والانصراف عن المعصية، إذ المحب قد يقترف عصيان حبيبه بضربٍ من الدلال، وبثقته بأنّ صدق المحبة لا يخدشه الإعراض عن مراد الحبيب إعراضًا مؤقتًا ومُنويًا الإقلاع عنه".
"من بدائع القرآن أنه ما يُذكر مع الإيمان إلا الأعمال الصالحة، وما يُذكر مع الكُفر إلا المعاصي، ليرى أن شأن الإيمان إتيان الأعمال الصالحة، وشأن الكُفر إتيان المعاصي".
"ألا ترى أنّ منزلة النّبي صلى الله عليه وسلم من آحاد المسلمين أعظم منزلة، تفوق منزلة الأب، ومع ذلك لا يحرُم على أحدٍ من المسلمين أن يتزوج احدى بنات النّبي، ولم يحرُم على النّبي أن يتزوج احدى النساء التي كانت زوجة لأحد المُسلمين؟"
