الفصل الثالث: الاعتكاف وأحكامه

تعريفه لغة: الحبس واللبث وملازمة النفس، وشرعا: لزوم المسجد والإقامة فيه، وقد أجمع العلماء على مشروعيته؛ لكثير من الأدلة نذكر منها حديث عائشة أنها قالت: "كان رسول الله ﷺ  يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل" متفق عليه.

وحكمه أنه مسنون كل وقت، وهو في رمضان آكد لفعله ﷺ  آكد في العشر الأواخر منه، واشترط الأحناف والمالكية الصوم لصحة الاعتكاف، أما الشافعية والحنابلة فقالوا: إن الاعتكاف يصح بدون صوم، وهو الأرجح، والأدلة على ذلك كثيرة ومنها ما روي عن عائشة أن الرسول ﷺ "ترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأواخر من شوال"، رواه الجماعة إلا الترمذي. زمنه: الاعتكاف الواجب يؤديه المعتكف حسب ما نذر وسماه، واختلف الفقهاء في زمنه، والراجح قول الأحناف والمالكية إن أقل زمن له يوم.

وللاعتكاف شروط لصحته؛ وأن يكون المعتكف مسلما، عاقلا، مميزا، طاهرا من الجنابة والحيض والنفاس.

والاعتكاف يجب أن يكون في المسجد, وأن يمكث فيه بنية التقرب إلى الله، ويستحب للمعتكف أن يشتغل بالنوافل كالصلاة والذكر، والقراءة في كتب التفسير والحديث، ويكره للمعتكف أن يشغل نفسه بما لا يعنيه، والصمت عن الكلام، ويباح للمعتكف خروجه من المعتكف لتوديع أهله، وحلق شعره وتنظيف بدنه، ولحاجته التي لا بد منها.

مبطلات الاعتكاف: الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا ولو قل، الردة؛ لأنها تنافي العبادة، الجنون، والحيض والنفاس، الوطء في الفرج، المباشرة دون الفرج إن أنزل، أما قضاء الاعتكاف فمن شرع في الاعتكاف وكان متطوعا يجب عليه قضاؤه، وقيل يستحب قضاؤه. وفي النهاية فالصائم يؤدي فريضة الصوم بعبوديته لله عز وجل، وكما وضحنا فالصوم لم يفرض مرة واحدة، وإنما كان على مراحل حتى يكون ميسرا على المسلمين، ولما كانت رؤية الهلال لمعرفة بداية رمضان ونهايته هامة تكلمنا بشيء من البسط عنها، وبينا أن للصوم أركانا يعتمد عليها، وبينا كذلك شروط صحة الصيام وما لا يفسده، وغيرها من الأحكام، وتحدثنا أيضا عن الاعتكاف فيما يتعلق بأحكامه وشروط صحته وما يستحب فيه وما يباح ومبطلاته.

 


أحكام الصوم والاعتكاف
أحكام الصوم والاعتكاف
أبو سريع محمد عبد الهادي
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00