• "والصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام التي بني عليها، كما في حديث ابن عمر مرفوعا: (بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)". 

 

  • "وورد في الأحاديث ما يدل على أفضلية الصوم مثل قوله ﷺ :«كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف» يقول الله تعالى: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)". 

 

  • "(فالإمساك) أي الترك. والمقصود من ذلك الممسك وهو الصائم (عن أشياء مخصوصة) وهي الأكل والشرب والجماع - وكل المفطرات - (بشرائط مخصوصة) التي هي النية والصائم، وشروطه: الإسلام والتكليف والقدرة على الصوم". 

 

  • "لذا قال رسول الله ﷺ: "الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يجهل، وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم". 

 

  • "ومن آثار الصوم: أنه يغرس في النفس العطف على الفقراء والمحتاجين، حيث يربي ملكة الرحمة في النفس ويجعلها صفة ملازمة للشخص". 

 

  • "الصوم الحق هو مراقبة الله وكون الصوم لوجهه الكريم، قال ﷺ: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). أما مجرد الإمساك عن المفطرات بدون مراقبة الله؛ فهو بيان للصوم من الناحية الظاهرية والشكلية فقط، ولا تتكون بهذا حقيقة الصوم". 

 

  • " الصوم المطلوب ليس هو مجرد الإمساك عن المفطرات، وإنما هو الإمساك عن كل ما ينافي الإيمان ولا يتفق مع فضيلة التقوى والمراقبة وتزكية النفس بالطيبات، وحسبنا قول الله تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين)".

 

  • "وحكمة اختصاصه بشهر رمضان أنه الشهر الذي ظهرت فيه النعمة الكبرى وهي نعمة بدء نزول القرآن على النبي ﷺ، وبدء الرسالة المحمدية التي عمت الدنيا بخيراتها وعظمتها، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، كما أنه الشهر الذي وقعت فيه أول غزوة وهي غزوة بدر الكبرى التي كان انتصار المسلمين فيها رغم قلتهم على المشركين رغم كثرتهم، وارتفعت راية الإسلام عالية خفاقة". 

 

  • "من حكمة الله تعالى وفضله على عباده أن فرض عليهم الصيام بالتدريج وعلى مراحل كما هو الشأن في كثير من الأوامر وكذلك النواهي". 

 

  • "وقد فرض صوم شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية من الهجرة، فصام الرسول ﷺ تسع رمضانات إجماعا، وكانت ثمانية منها ناقصة أي تسعة وعشرين يوما، ولم يصم شهرا كاملا أي ثلاثين يوما سوى رمضان واحد فقط، وذلك ليطمئن الناس الذين يصومونه ناقصا كثيرا". 

 

  • "الصوم من أفضل الأعمال المقربة إلى الله تعالى، وكان النبي ﷺ يبشر أصحابه إذا أقبل شهر رمضان فقد روى مسلم عن أبي هريرة أنه ﷺ قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار". 

 

  • "يثبت دخول شهر رمضان برؤية الهلال لقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، ولقوله ﷺ: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". 

 

  • "ويمكن الجمع بين رأي الجمهور ورأي المالكية، بأن من أراد الصوم ينوي في أول ليلة من رمضان صوم الشهر كله، ثم ينوي بعد ذلك عن كل ليلة على حدة، فإذا نسي النية في إحدى الليالي، فإن نيته في أول ليلة تكفي عن نسيانه في الليلة التي نسي فيها وفي غيرها أيضا إذا نسي النية أيضا فيها، ولا يشترط التلفظ بالنية، وإنما يكفي أن ينوي بقلبه، وسحوره يعتبر نية، لأنه لا يتسحر إلا ليتقوى على الصيام". 

 

  • "إن الصوم مثل كل عبادة، فيه مفسدات توجب القضاء فقط كالأكل والشرب والجماع وغير ذلك، وهذا متفق عليه بين الفقهاء، وفيه أمور اختلف الفقهاء في حكم الفطر بها والراجح أنها لا تفطر، كالحجامة وغيرها، وهناك أمور لا تفسد الصوم مطلقا". 

 

  • "وقد حصل شيء من مفسدات الصوم زمن الرسول ﷺ، ولم يثبت أنه أمر من أفسد صومه بالكفارة مع القضاء، أما حديث (من أفطر يوما من رمضان من غير علة ولا مرض لم يكفه صوم الدهر وإن صامه) فلا يدل صراحة على وجوب الكفارة مع القضاء، والمقصود بذلك هو الزجر، وذلك لا يدل على الكفارة، إنما يدل على الحرمة، وهو ما نقول به". 

 

  • "والراجح: ما ذهب إليه الجمهور، من أن الحقنة الشرجية مفطرة للصائم، لأنها من منفذ طبيعي وتصل إلى الجوف، وذلك بالقياس على ما يصل إلى الجوف عن طريق الأنف أو الفم".

 

  • "والتوبة الصحيحة: هي التي تشتمل على ثلاثة أركان:أن يقلع المرتد عن الذنب فورا، وأن يندم على ما فات، وأن يعزم على ألا يعود إلى هذا الذنب أو غيره مرة أخرى". 

 

  • "والمرض المبيح للفطر هو المرض الشديد الذي يزيد بالصوم، أو يخشى معه من تأخر الشفاء، بإخبار طبيب ثقة أو بالتجربة". 

 

  • "عبر بعض الفقهاء عن الفدية بالكفارة، والحق أن الكفارة تكون تكفيرا لذنب كما أنها للزجر، خلافا للفدية التي تعتبر بدلا عن الإفطار في رمضان". 

 

  • "الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجى برؤه، والذين يعملون في المحاجر والمناجم والمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة، فهؤلاء إن عجزوا عن الصوم وأحسوا بمشقة غير معتادة، فإن لهم أن يفطروا وعليهم الفدية إن كانوا يقدرون عليها، وإلا سقطت عنهم أيضا". 

 

 


أحكام الصوم والاعتكاف
أحكام الصوم والاعتكاف
أبو سريع محمد عبد الهادي
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00