الرحيق المختوم — رحلة في حياة أعظم إنسان
حين يتساءل القلب: من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟
يأتيك الجواب صافيًا، عذبًا، في كتابٍ حاز الجائزة الأولى في مسابقة السيرة النبوية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي.
في الرحيق المختوم، لا تقرأ سيرةً فقط، بل تعيش معها:
من ظلام الجاهلية إلى ولادة النور،
من التأمل في غار حراء إلى نزول الوحي،
من الأذى والصدّ في مكة إلى الدولة الراسخة في المدينة،
من بدر وأحد إلى فتح مكة،
حتى آخر يوم من حياته صلى الله عليه وسلم… والقلوب تذرف دمع الوداع.
بلغة سهلة، وسرد جذّاب، وتحليل دقيق، يصحبك الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في رحلة تتربى بها القلوب، وتسمو بها الأرواح.
الرحيق المختوم... سيرةٌ كلما تأملتها… ازددت حبًا، ووعيًا، واتباعًا.
الأفكار الرئيسية للكتاب
-
أحوال العرب قبل الإسلام: دينيًا، اجتماعيًا، سياسيًا واقتصاديًا.
-
نسب النبي ﷺ ونشأته: من المولد حتى البَعثة.
-
مراحل الدعوة في مكة: الدعوة السرية ثم الجهرية، وأذى قريش.
-
الهجرة إلى المدينة: التحول الكبير في مسار الرسالة.
-
بناء الدولة الإسلامية: المؤاخاة، المسجد، المعاهدات.
-
الغزوات الكبرى: بدر، أحد، الأحزاب، فتح مكة وغيرها.
-
الجانب الإنساني في شخصية النبي ﷺ: الرحمة، العدل، القيادة.
-
حجة الوداع ووفاته ﷺ: خلاصة الرسالة وختام السيرة.
ماذا تجد في الكتاب؟
-
عرض شامل لسيرة النبي ﷺ منذ ما قبل ولادته حتى وفاته.
-
تحليل لأحداث السيرة بأسلوب سهل ودقيق.
-
تسلسل زمني واضح يغطي الغزوات والمعاهدات والدعوة.
-
لمحات تربوية وأخلاقية تستخلص من كل مرحلة.
-
معلومات تاريخية موثقة تعزز فهمك للعصر النبوي.
“لا تبحث أبدًا عن أحدٍ ما تقرأ سيرته وأنت
لم تطّلع على السيرة النبويّة، أتعلم لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع
الخلال العذبة، والأخلاق الفاضلة، والشمائل الكريمة؛ فكان أفضل القوم مروءة، وأحسنهم
خُلُقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عريكة، وأعفهم نفسًا،
وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة.
أتبحث عن غيره وسيرته جامعة لكل ما تحب
النفس؟“
“
وكان اختياره -صلّى الله عليه وسلم- لهذه العزلة طرفًا
من تدبير الله له، ليُعِدّه لما ينتظره من الأمر العظيم. ولا بد لأيّ روحٍ يُراد لها
أن تؤثّر في واقع الحياة البشرية فتحوّلها وجهة أخرى… لا بد لهذه الروح من خلوة
وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض، وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي
تشغل الحياة.“
“
السبب الرئيسي أولًا وبالذات هو الإيمان بالله وحده
ومعرفته حق المعرفة. فالإيمان الجازم إذا خالطت بشاشته القلوب يزن الجبال ولا
يطيش. وإنّ صاحب الإيمان المحكم، وهذا اليقين الجازم، يرى متاعب الدنيا مهما كثرت،
وكبرت، وتفاقمت، واشتدت—يراها جنب إيمانه—طحالب عائمة فوق سيلٍ جارف جاء ليكسر
السدود المنيعة، والقلاع الحصينة. فلا يُبالي بشيء من تلك المتاعب أمام ما يجده من حلاوة إيمانه، وطراوة إذعانه، وبشاشته، ويقينه.“
“
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعًا،
وأبعدهم عن الكِبْر. يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك. وكان يعود المساكين،
ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم. قالت عائشة رضي الله عنها عنه:
كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته. وكان بشرًا من
البشر: يَفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.“
“
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد
الناس حياءً وإغضاءً. قال أبو سعيد الخدري: كان أشد حياءً من العذراء في خِدرها.
وإذا كره شيئًا عُرف في وجهه. وكان لا يثبت نظره في وجه أحد، خافض الطرف. نظره
إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، وجلُّ نظره الملاحظة. لا يشافه أحدًا بما يكره،
حياءً وكرم نفس. وكان لا يسمي رجلًا بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول: (ما بال أقوام
يصنعون كذا؟).“
“
إن جميع أعداء الإسلام من اليهود، والمنافقين، والمشركين
كانوا يعرفون جيدًا أن سبب غلبة الإسلام ليس هو التفوق المادي، ولا كثرة السلاح
والجيوش والعدد، وإنما السبب هو القيم، والأخلاق، والمثل التي يتمتع بها المجتمع
الإسلامي، وكل من يمت بصلة إلى هذا الدين.“
“
"وتوحدت الشعوب والقبائل المتناثرة،
وخرج الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة الله، فليس هناك قاهر ومقهور، ولا سادات
وعبيد، ولا حكام ومحكومون، ولا ظالم ومظلوم، وإنما الناس كلهم عباد الله، إخوان
متحابون، متمثلون لأحكامه. أذهب الله عنهم عُبيَّة الجاهلية، ونخوتها، وتعاظمها
بالآباء، ولم يبقَ هناك فضل لعربيٍّ على أعجمي، ولا لأعجميٍّ على عربي، ولا لأحمر
على أسود إلا بالتقوى. الناس كلهم بنو آدم، وآدم من تراب."“
“
إن الحروب الدامية التي جرت بين المسلمين وبين أعدائهم
لم تكن أهدافها—بالنسبة إلى المسلمين—مصادرة الأموال، أو إبادة الأرواح، أو إفناء
الناس، أو إكراه العدو على اعتناق الإسلام. وإنما كان الهدف الوحيد الذي يهدفه
المسلمون من هذه الحروب هو الحرية الكاملة للناس في العقيدة والدين:
{فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِنْ وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}.“
“
إن معركة الأحزاب لم تكن معركة خسائر، بل كانت معركة
أعصاب. لم يجر فيها قتالٌ مرير، لكنها كانت من أحسم المعارك في تاريخ الإسلام.
تمخضت عن تخاذل المشركين، وأفادت أن أية قوة من قوات العرب لا تستطيع استئصال
القوة الصغيرة التي تنمو في المدينة؛ لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى
مما أتت به في الأحزاب. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجلى الله
الأحزاب: (الآن نغزوهم، ولا يغزونا، نحن نسير إليهم).“
“
ولما رأى ما بحمزة—عمه وأخيه من الرضاعة—اشتد حزنه،
وجاءت عمته صفية تريد أن تنظر أخاها حمزة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابنها الزبير أن يصرفها، لا ترى ما بأخيها. فقالت: ولِمَ؟ وقد بلغني أنّه قد مُثّل
بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبنّ ولأصبرن إن شاء الله.
فأتته فنظرت إليه، فصلّت عليه (دعت له)، واسترجعت، واستغفرت له.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش—وكان ابن أخته، وأخاه من الرضاعة—
قال ابن مسعود: ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيًا قط أشد من بكائه
على حمزة بن عبد المطلب. وضعه في القبلة، ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشع من
البكاء. (النشع هو الشهيق).“
““