من صفر إلى واحد

دليل الشركات الناشئة لصناعة المستقبل

 

الفصل الأول: التكنولوجيا وتحدي المستقبل

كل لحظة في عالم الأعمال تحدث مرة واحدة فقط.

 لن يقوم Bill Gates القادم ببناء نظام تشغيل جديد، ولن يبتكر Mark Zuckerberg التالي، شبكة اجتماعية.

إذا كنت تقلد هؤلاء الأشخاص، فأنت لا تتعلم منهم.

بالطبع سيكون من الأسهل تقليد نموذجٍ ناجح بدلًا من ابتكار شيء جديد، ففعل ما نعرفه بالفعل ينقل العالم من نقطة، إلى نقطة أخرى مُتكررة.

ولكن في كل مرة نبتكر فيها شيئًا جديدًا، فإننا ننتقل من الصفر إلى الواحد.

إنّ لحظة الخلق لحظة فريدة، ونتيجتها دائمًا ستكون شيئًا جديدًا ومُثيرًا للتأمّل.

إذاً، وماذا بعد أن نستنفد كل سُبل تحسين الأعمال الموروثة؟

تقود "أفضل الممارسات" اليوم إلى طرق مسدودة، أما أفضل المسارات فهي الجديدة وغير المجربة.

نعم، قد يبدو البحث عن مسار جديد وكأنه أمل في معجزة، ولكن البشر يتميزون بقدرتهم على صنع المعجزات، وهذه المعجزات هي "التكنولوجيا".

التكنولوجيا معجزة لأنها تتيح لنا القيام بالمزيد بموارد أقل، مما يزيد من قدراتنا الأساسية إلى مستوى أعلى.

عندما نفكر في المستقبل، فإننا نأمل في مستقبل من التقدم. ويمكن أن يتخذ هذا التقدم أحد شكلين:

1. التقدم الأفقي أو التوسعي وهو يعني نَسْخ الأشياء التي تعمل لتتكرر مرة بعد مرة، ومن الأسهل تخيله لأننا نعرف بالفعل كيف يبدو.

2. التقدم الرأسي أو المكثف وهو يعني القيام بأشياءٍ جديدة، أي الانتقال من صفر إلى واحد.

من الصعب تخيل التقدم الرأسي لأنه يتطلب القيام بشيء لم يفعله أحد من قبل.

والكلمة الوحيدة التي تُعبّر عن التقدم الأفقي هي العولمة، والتي تعني أخذ الأشياء التي تعمل في مكان ما وجعلها تعمل في كل مكان.

الصين هي المثال النموذجي للعولمة؛ فخطتها تقوم على أن تصبح مثل الولايات المتحدة اليوم.

لقد كان الصينيون ينسخون بكل وضوح كل شيء يعمل في العالم المتقدم، كالسكك الحديدية في القرن التاسع عشر، والتكييف في القرن العشرين، وصولا إلى نَسْخِ مدن كاملة.

ربما يخطون الصينيون بعض الخطوات على الطريق، مثل الانتقال مباشرة إلى اللاسلكي دون تركيب الخطوط الأرضية على سبيل المثال، ولكنهم بالنهاية ينسخون كل شيءٍ آخر.

أما الكلمة الوحيدة التي تعبر عن التقدم الرأسي، من صفر إلى واحد، فهي التكنولوجيا.

معظم الناس يعتقدون أن مستقبل العالم سيتحدّد بالعولمة، لكن الحقيقة هي أن التكنولوجيا هي الأهم.

والتكنولوجيا التي غيّرت العالم للأفضل، غالبًا لم تأتِ من مؤسسات ضخمة، بل من مجموعاتٍ صغيرة وشركات ناشئة آمَنَت بالفكرة، وبدأت التنفيذ.

لذلك يُمكن القول بأنّ الشركة الناشئة هي مجموعة من الأشخاص الذين يؤمنون بفكرة جديدة لمستقبل مختلف. وأعظم ما تملكه أي شركة ناشئة هو قدرتها على التفكير بطريقة جديدة.


من صفر إلى واحد:  دليل الشركات الناشئة لصناعة المستقبل
من صفر إلى واحد: دليل الشركات الناشئة لصناعة المستقبل
بيتر ثيل
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00