• كان الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يفرح بقدوم رمضان، ويبشِّر الناس بدخوله، مرغِّبًا إيَّاهم في فعل الفضائل، وباعثًا فيهم المنافسة والمسابقة، قائلا:

"إذا جاء شهر رمضان، أو إذا كان أوَّل ليلة من رمضان، صفِّدت الشياطين، ومردة الجنّ، وغلِّقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشرّ أقصر.. ولله عتقاء من النار".

 

  • يقول ابن القيم الجوزية: "كان من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محقَّقة أو بشهادة شاهد، كما صام بشهادة ابن عمر وصام مرّة بشهادة أعرابيّ، واعتمد على خبرهما ولم يكلِّفهما لفظ الشهادة.. وكان إذا حال ليلة الثلاثين دون منظره غيم أو سحاب أكمل عدَّة شعبان ثلاثين يومًا ثمَّ صام رمضان".

 

  • ومن هديه صلَّى الله عليه وسلَّم  بيانه أنّ صيام رمضان مكفِّر للخطايا والسيِّئات يمحو الله به الذنوب والآثام ولا شكَّ أنَّ  الإنسان معرَّض للخطأ والزلل ويعتريه النقص والخلل، فإذا ما جاء رمضان وصامه العبد المسلم غفر الله له ذنوبه وكفَّر عنه سيِّئاته، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر".

 

  • وعن كثرة الأعمال الخيريَّة في رمضان، يقول ابن القيّم رحمه الله: كان من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وغيرها.

 

  •  كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  يرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة فيقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه".  وصلاة التراويح من قيام رمضان وهي سنَّة مؤكَّدة أكَّد ذلك النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم  حيث روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم  صلَّى في المسجد فصلَّى بصلاته ناس ثمَّ صلَّى الثانية فكثر الناس ثمَّ اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلمَّا أصبح قال: "رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلَّا أنِّي خشيت أن تفرض عليكم".

 

  • ولم يذكر الله سبحانه الاعتكاف إلَّا مع الصوم، ولا فعله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  إلَّا مع الصوم، فالذي عليه جمهور السلف أنَّ الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجِّحه شيخ الإسلام ابن تيميَّة.

     

 


مع النبي صلّى الله عليه وسلم في رمضان
مع النبي صلّى الله عليه وسلم في رمضان
محمد بن فالح الصغير
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00