الثقافة هي مجموعة من الصفات الخلقية، والقيم الاجتماعية التي يلقاها الفرد منذ ولادته كرأسمال أولي في الوسط الذي ولد فيه، والثقافة على هذا هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته.
وتحتل الثقافة عند المؤلف مركزًا أساسيًا في البناء الحضاري، ومواجهة التخلف لقهره وتجاوزه.. فهو يدعو إلى تحديد تعريف الثقافة على ضوء حالتنا الراهنة، وحسب مصيرنا.. ويحدد لنا العناصر الجوهرية اللازمة للثقافة وهي:
1- الدستور الخلقي.
2- الذوق الجمالي.
3- المنطق العملي.
4- الصناعة بتعبير ابن خلدون.
وتشكل هذه العناصر القاعدة الأساسية لأية نهضة حقيقية. وللذوق الجمالي مكانة خاصة لأنه لا ينفصل عن الأخلاق، والممارسة العملية في مجال الإنتاج المادي والفكري والفني، فالأخلاق مرتبطة بالمجتمع. فالأخلاق تعتبر رديفا لعمليات تكوين الروابط بين الأفراد في أي مجتمع.
يستحق عنصر التوجيه الجمالي الذي يتمسك به مالك بن نبي كبعد أساسي للثقافة وللدولة أكثر من وقفة تحليلية. فالجماليات تكتسي أهمية اجتماعية، وللجمال أهمية اجتماعية هامة، إذ ما اعتبرناه المنبع الذي تنبع منه الأفكار، وتصدر عنه بواسطة تلك الأفكار أعمال الفرد في المجتمع. والواقع أن أزهد الأعمال – في نظرنا – له صلة كبرى بالجمال.
كما أن قوة التماسك مرتبطة في أصلها بغريزة الحياة في جماعة عند الفرد، والتي تتيح له تكوين القبيلة والعشيرة والمدنية والأمة.