تنقسم أحوال الشباب ونظرتهم للمجتمع من حولهم إلى:
المؤلف يشعر بالحرمان من الهوية، يرى القارئ الفطن جروحَ الاستعمار الفرنسي للجزائر نازفةً في كتاباته، ترتسمُ في أعماله صورُ مقاومة مواطنيه للاستعمار. شيء من كتاباته يمثّل الخلفيةَ النظرية للمقاومة الجزائرية في حرب التحرير. قرّاؤه تترسخ في ضمائرهم أشواقُ الهوية، ويتّقد في مشاعرهم الحنينُ للماضي، وأحلامُ استرداد زمان الانتصارات والأمجاد في العصر الإسلامي الأول، وما تلاه في “عصر الموحدين”، لأن ابنَ نبي يرى سقوطَ دولة الموحدين نهايةَ الدورة التاريخية لحضارة الإسلام.
كان المؤلف يتمتع بفطنة وذكاء ورهافة حس، فكان يلاحظ ويحكم على ما يحدث في المجتمع الجزائري آنذاك، من جراء الوجود الاستعماري منذ قرابة القرن بما أحدثه من تمييز واغتصاب الأملاك وعدم المساواة. واتَّجه منذ نشأته نحو تحليل الأحداث الَّتي كانت تحيط به. وقد أعطته ثقافته المنهجية الَّتي جمع فيها بين الثقافة الغربية والإسلامية قدرة على إبراز مشكلة العالم المتخلِّف باعتبارها قضيَّة حضارة أوَّلًا وقبل كلِّ شيء. فألف كتبه جميعها تحت عنوان (مشكلات الحضارة).
كان المؤلف تلميذًا نجيبًا لعلماء مهمين مثل ابن خلدون، والشيخ عبد الحميد بن باديس وغيرهم، وكان يردِّد دومًا بأنَّ بناء الإنسان في وطنه أشدُّ أهميَّة من بناء الآلة.