• “فإن السيرة النبوية وسير الصحابة وتاريخهم، من أقوى مصادر القوة الإيمانية والعاطفة الدينية، التي لا تزال هذه الأمة والدعوات الدينية تقتبس منها شعلة الإيمان، وتشعل بها مجامر القلوب، التي يُسرع انطفاؤها وخمودها في مهب الرياح والعواطف المادية، والتي إذا انطفأت فقدت هذه الأمة قوتها وميزتها وتأثيرها وأصبحت جثة هامدة تحملها الحياة على أكتافها"

 

  • قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، قال عمر بن الخطاب: "لو شاء الله لقال: «أنتم» فكنَّا كلُّنا، ولكن قال: «كُنتم» خاصّة في أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومَنْ صنع مثل صنيعهم، كانوا خيرَ أمّة أُخرجَتْ للنَّاس".

 

  • "وأَخرج رَزِين عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: "سأَلت ربِّي عن إختلاف أَصحابي من بعدي، فأوحى إليّ: يا محمد، إِنَّ أَصحابك عندي بمنزلة النجوم من السماء بعضها أَقوى من بعض ولكلِّ نور، فمن أَخذ بشيء ممن هم عليه من إختلافهم فهو عندي على هدى» ، وقال: «أصحابي كالنجوم بأَيهم اقتديتم اهتديتم»، كذا في جمع الفوائد".

 

  • وأخرج أبو نُعيم عن قتادة قال: سُئل ابن عمر رضي الله عنهما: "هل كان أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: "نعم والإِيمانُ في قلوبهم أعظمُ من الجبال" كذا في الحلية".

 

  • مرّ عمر رضي الله عنه براهب فوقف ونودي بالراهب فقيل له: "هذا أمير المؤمنين"، فاطَّلَع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترْكِ الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: "إنه نصراني"، فقال عمر: "قد علمت ولكني رحمته، ذكرت قول الله عزّ وجلّ: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} (الغاشية: ٣، ٤) رحمتُ نصبَه واجتهاده وهو في النار".

 

  • وأخرج أحمد عن أبي ذرِ رضي الله عنه قال: بايعني رسول الله خمساً، وأوثقني سبعاً، وأشهد الله عليَّ سبعاً: أن لا أخاف في الله لومة لائم. قال أبو المُثَنى: قال أبو ذر: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هل لك إلى البَيْعة ولك الجنة؟» قلت: نعم، وبسطت يدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يشترط عليَّ - أن لا أسأل الناس شيئاً قلت: نعم. قال: «ولا سوطك إِن سقط منك حتى تنزل فتأخذه».

 

  • عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفِرون في غَداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون بذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النَّصَب والجوع قال صلى الله عليه وسلم:

    "اللَّهم إنَّ العيش عيشُ الآخرة

     فاغفرِ الأنصارَ والمهاجرة"

    فقالوا مجيبين له:

    "نحن الذين بايعوا محمداً

    على الجهاد ما بقينا أبداً"

 

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي جالساً. فقلت: يا رسول الله، أراك تصلِّي جالساً فما أصابك؟ قال: «الجوع، يا أبا هريرة» فبكيت. فقال: «لا تبكِ يا أبا هريرة، فإنَّ شدة الحساب يوم القيامة لا تصيب الجائع إِذا احتسب في دار الدنيا» . كذا في الكنز.

 

  •  عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في كل سنة على قبائل من العرب؛ أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلّغَ كلام الله ورسالاته ولهم الجنّة. فليست قبيلة من العرب تستجيب له، حتى أراد الله إِظهار دينه، ونصر نبيه، وإنجاز ما وعده - ساقه الله إلى هذا الحي من الأنصار، فاستجابوا له، وجعل الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم دار هجرة.

 

  • عن عمر رضي الله عنه قال: "لولا ثلاثٌ لأحببت أن أكون لحقت بالله: لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبهتي لله في التراب ساجداً، وأجالس قوماً يلتقطون طيِّل الكلام كما يلتقط طيب التمر". كذا في الكنز. وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال: "عليكم بالحج، فإنه عمل صالح أمر الله به، والجهاد أفضل منه". كذا في الكنز

 


حياة الصحابة - الجزء الأول
حياة الصحابة - الجزء الأول
محمد يوسف الكاندهلوي
skip_next forward_10 play_circle replay_10 skip_previous
volume_up
0:00
0:00