قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، قال عمر بن الخطاب: "لو شاء الله لقال: «أنتم» فكنَّا كلُّنا، ولكن قال: «كُنتم» خاصّة في أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومَنْ صنع مثل صنيعهم، كانوا خيرَ أمّة أُخرجَتْ للنَّاس".
وأخرج أحمد عن أبي ذرِ رضي الله عنه قال: بايعني رسول الله خمساً، وأوثقني سبعاً، وأشهد الله عليَّ سبعاً: أن لا أخاف في الله لومة لائم. قال أبو المُثَنى: قال أبو ذر: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هل لك إلى البَيْعة ولك الجنة؟» قلت: نعم، وبسطت يدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يشترط عليَّ - أن لا أسأل الناس شيئاً قلت: نعم. قال: «ولا سوطك إِن سقط منك حتى تنزل فتأخذه».
عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفِرون في غَداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون بذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النَّصَب والجوع قال صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهم إنَّ العيش عيشُ الآخرة
فاغفرِ الأنصارَ والمهاجرة"
فقالوا مجيبين له:
"نحن الذين بايعوا محمداً
على الجهاد ما بقينا أبداً"
عن عمر رضي الله عنه قال: "لولا ثلاثٌ لأحببت أن أكون لحقت بالله: لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبهتي لله في التراب ساجداً، وأجالس قوماً يلتقطون طيِّل الكلام كما يلتقط طيب التمر". كذا في الكنز. وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال: "عليكم بالحج، فإنه عمل صالح أمر الله به، والجهاد أفضل منه". كذا في الكنز