كيف كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم باجتماع الكلمة، واتَّحاد الأحكام، والتحرُّز عن الاختلاف والتنازع فيما بينهم في الدعوة إلى الله ورسوله والجهاد في سبيله.
جاءت العديد من آراء صحابة الرسول ﷺ عن وجوب اجتماع الكلمة وألّا يكون للمسلمين أكثر من خليفةٍ من الخلفاء الراشدين في آنٍ واحدٍ، وأبرز هذه الآراء كان فيما أخرجَه البَيْهَقيُّ عن ابن إسحاقٍ في خطبة أبي بكرٍ الصِديق في يوم سَقِيفةِ بَني ساعِدة، وقد قال: وإنَّه لا يحلُّ أن يكون للمسلمين أميران فإنّه مهما يكن ذلك يختلف أمرُهم وأحكامُهم، وتتفرَّق جمَاعتهم، ويتنازَعوا فيما بينهم، هنالك تُترَك السُّنَة وتظهر البِدعة، وتعظُم الفِتنة، وليس لأحدٍ على ذلك صلاحٌ.
عن عبد الرحمن بن عوفٍ: أنّ عبد الرحمن بن عوفٍ كان مع عمر بن الخطّاب، وأنّ محمد بن مَسْلَمة كسر سيف الزُّبيْر، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال:
«والله ما كنتُ حريصًا على الإمَارَة يومًا ولا ليلةً قطّ، ولا كنتُ فيها راغبًا، ولا سألتُها الله في سرّ ولا علانيةٍ، ولكنّي أشفقتُ من الفِتنة، وما لي في الإمارَة من راحةٍ؛ ولكنّي قُلِّدتُ أمرًا عظيمًا ما لي به طاقةٌ ولا يدٌ إلّا بتقوية الله ﷻ، ولوَدَدتُ أنّ أقوى الناس عليها مكاني اليوم.»
فقَبِل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به عن الخِلافة. وقال الزُّبير وعَلِيُّ:
«وما غضِبنا إلّا لأنّا أُخِّرنا عن المُشاورة، وإنّا نرى أبا بكرٍ أحقّ الناس بها بعد رسول الله ﷺ. إنّه لصاحب الغارِ، وثاني اثنين، وإنّا لَنعرف شَرفه وكِبرَه. ولقد أمرَه رسول الله ﷺ بالصلاة بالنّاس وهو حَيُّ.»
وجاء جواب الصّحابة على أبي بكر وقولهم: «أنتَ- واللهِ- خيرُنا».
شاور أبي بكرٍ أصحابه في شأن الخِلافة عند وفاته، فعن أبي سَلَمة بن عبد الرّحمن وغيره، أنّ أبا بكرٍ الصّديق لما اشتد به المرض وأشرف على الموت، دعا عبد الرحمن بن عوفٍ وقال: «أخبِرني عن عُمر ابن الخطّاب. فقال عبد الرحمن: "ما تسألُني عن أمرٍ إلّا وأنت أعلم به مني"، فقال أبو بكر: وَإِنْ (أي: وماذا هناك إن كنتُ أعلم منك)، فقال عبد الرحمن: "هو والله أفضلُ مَن رأيُكَ فيه".
ثمّ دعا أبو بكر عثمان بن عفان فقال: "أخبِرني عن عُمر"- فقال: "أنتَ أخبَرُنَا به". فقال: "على ذلك يا أبا عبد الله؟" فقال عثمان: "اللّهُمَّ! عِلمي به أنّ سَرِيرته خيرٌ من علانِيَته، وأنّه ليس فينا مثله". فقال أبو بكرٍ: "يرحمُكَ الله،
واللهِ! لو تركتُهُ ما عَدَوتُكَ"، (أي: لو لمْ أستخلِفه لاستخلَفتك).
وشاورَ معهما سعيد بن زيدٍ أبَا الأعوَر، وأُسَيدَ بن الخُضَيْر وغيرهما من المهاجرين والأنصار. فقال أُسَيد: "اللهمّ! أعلمُه الخَيْرَة بَعدك يَرضى للرّضى، ويسخط للسّخط، الذي يُسِرُّ خيرٌ من الذي يُعلِن، ولَمْ يَلِ هذا الأمر أحدٌ أقوى عليه مِنه".
جاء ذلك في حديث مقتل عُمر بن الخطّاب وجعلِه الأمرَ في النَّفَرِ السِتة، عن ابن عُمرٍ -رضي الله عنهما- قال: لمّا طعن أبو لؤلؤة عُمر وأوشكَ على الموت، دعا عُمر عُثمان بن عفّان وعَليَّ بن أبي طالب وطَلحة والزُّبير بن العوّام وعبد الرحمن بن عوفٍ وسعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنهم-، ثم قال لهم: «نظرتُ في أمر المسلمين فوجَدتُكم -أيها السِّتة- رؤوسَ الناس وقادتهم، ولا يكون هذا الأمر إلّا فيكم ما استقمْتُم يَسْتقِم أمر الناس، وإن يكُن اختلافٌ يكن فيكم»، ثمّ أمرهم بمشاورة المهاجرين والأنصار والأشراف وأمراء الأجناد (أي أمراء مدن الشّام الخمس؛ فلسطين، والأردن، وحمص، وقنسرين، ودمشق) لاختيار خليفته من بينهم السّتة.
أوّلًا: مشاورة النبي ﷺ أصحابه في شأن أُسارَى غزوة بدر
عن رواية أنسٍ في ذلك قال: استشار رسول الله ﷺ الناس في أسرى غزوة بدرٍ فقال: «إنّ الله قد أمكَنكم منهم»، فقال عُمر بن الخطّاب: يا رسول الله! اضرِب أعناقهم. فأعرض عنه رسول الله ﷺ، ثم عاد فقال: «يا أيّها الناس! إنّ الله قد أمكَنكم منهم، وإنّما هُم إخوانكم بالأمس». فقال عُمر مثل ذلك فأعرض عنه رسول الله ﷺ ثم أعاد ما قاله، فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله! نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفِداء. فذهب عن وجه رسول الله ﷺ ما كان من الغَمّ، ثم عفا عنهم وقبِل منهم الفِداء.
ثانيًا: مشاورة أبي بكرٍ أهل الرأي والفِقه، وَمَن هم أصحاب الشورى في عهدِه وفي عهدِ الفاروق عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما
عن القاسم أنّ أبا بكرٍ الصّديق كان إذا نزل به أمرٌ يريد فيه مشاوَرة أهل الرأيّ وأهل الفِقه، دعا رجالًا من المهاجرين والأنصار ودعا عُمر، وعثمان، وعَلِيًّا، وعبد الرحمن بن عوفٍ، ومُعاذ بن جَبلٍ، وأُبَيَّ بن كعبٍ، وزَيد بن ثابتٍ؛ وكل هؤلاء كان يُفتِي في خِلافته وإنّما يصيرُ فتوى الناس إلى هؤلاء. فمضى أبو بكرٍ على ذلك، ثمّ وُلِّي عُمر فكان يدعو هؤلاء النفَر أيضًا.
ثالثًا: مشاوَرة عُمر بن الخطّاب أهل الرأي
يُذكَر من ذلك كتاب عُمر إلى سعدٍ في الحرب، وهو ما أخرجه الطبرانيّ عن مُحمد بن سلَامٍ (البيكَنْديّ) قال: عمرو بن مَعدِيَكرب له في الجاهلية وقائع، وقد أدرك الإسلام، قدِم على النبيّ ﷺ، ووجَّهه عُمر بن الخطّاب إلى سعد بن أبي وقّاص إلى القَادِسية وكان له هناك بلاءٌ حَسنّ، كتب عُمر إلى سعدٍ: «قد وجَّهتُ إليك أو أمدَدتُك بألفيّ رجلٍ: عمرو بن مَعدِيَكرب وطُليْحَة بن خُوَيلد، فشاوِرْهما في الحرب ولا توَلِّهما شيئًا».
أوَّل أميرٍ أُمِّر في الإسلام
عن سعدٍ بن أبي وقّاص: لمّا قدِم رسول الله ﷺ المَدينة جاءته قبيلة "جُهَيْنَة" الحِجازية فقالوا: إنّك قد نزلتَ بين أظهرِنا فأعطِنا عهدًا حتى نأتيك وقومَنا، فأوثق لهم فأسلموا. قال سعدٌ: فبعثنا رسول الله ﷺ في رَجبٍ -ولا نكون مائةً- وأمرنا أن نُغِيرَ على حَيٍّ من بني كِنَانة إلى جَنب قبيلة "جُهَينة"، فأغرنا عليهم وكانوا كثيرًا، فلجأنا لبني "جُهينة" فمنعونا وقالوا: لمَ تقاتلون في الشهر الحَرام؟ (فقلنا: إنّما نقاتل مَن أخرجنا من البَلد الحرام في الشهر الحرام) فقلتُ أنا لمَن معي من الرجال: نأتي عِيرَ (بعير وإبل) قريش فنقتطعها، وكان الفيء (الغنيمة) إذ ذاك مَن أخذ شيئًا كان له، فانطلقنا إلى العِير وانطلق أصحابنا إلى النبي ﷺ فأخبروه الخبر، فقام غضبانَ مُحمرَّ الوجه فقال: «أذهبتم من عندي جميعًا ورجِعتُم متفرّقين! إنّما أهلَكَ مَن كان قبلكم الفُرقَة، لأبعثنّ عليكم رجلًا ليس بخيرِكم أصبرَكم على الجوع والعطش»، فبعث علينا عبد الله بن جحشٍ الأَسَديِّ، فكان أوَّل أميرٍ (أُمِّرَ) في الإسلام.
الإنكارُ عن قَبُول الإمَارَة
جاء هذا في حكاوي العديد من الصحابة، نذكُر منهم ما قاله الطَّبرَانيّ عن المِقداد بن الأَسْود: بعثني رسول الله ﷺ مَبعثًا، فلمَّا رجعتُ قال لي: «كيف تجدُ نفسكَ»؟ قلتُ: ما زلتُ حتّى ظننتُ أنّ معي حَوْلًا لي، وَاَيْمُ الله! لا أَليِ (أي: لا أكون وَليًا أو أميرًا) على رَجُلَين بعدها أبدًا.
احترامُ الخُلفاء والأُمرَاء وطاعة أوامرهم
أتى هذا الأمر في إخراج العديد من أقوال الصّحابة، فعن زِيادٍ بن كُسَيْبٍ العَدَويِّ قال: كان عبد الله ابنُ عامرٍ يخطُب الناس، عليه ثيابٌ رقَاقٌ مُسرِّحٌ شعره. قال: فصلّى يومًا ثم دخل قال: وأبو بَكَرَة جالسٌ إلى جَنب المنبر، فقال مِردَاسٌ أبو بِلالٍ: ألا ترون إلى أمير الناس وسيّدهم يلبس الرقاق ويتشبّه بالفُسَّاق! فسمعه أبو بَكرة فقال لابنه الأُصَيْلِع ادعُ لي أبا بلالٍ! فدعاه له. فقال أبو بكَرة: أمّا إني قد سمعتُ مقالتكَ للأمير آنِفًا وقد سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَن أكرمَ سلطان الله أكرَمهُ الله، ومَن أهان سُلطان الله أهانَه الله».
قولُ الحقّ عند الأميرِ ورَدُّ أمرِه إذا خالَف أمرَ الله
عنّ عُمرَ بن الخطّاب أنّه قال في مجلِسٍ وحولَه (المهاجِرون) والأنصار: أرأيتُم لو ترَخَّصْتُ (تساهلتُ) في بعض الأمور ما كنتُم فاعلين؟ فسكتوا. فقال ذلك مرّتين وثلاثًا، فقال (بَشير) بن سعدٍ: لو فعلتَ ذلك قوَّمْناكَ تقويم القِدْحِ (أي: سهمُ القوس). فقال عُمر: أنتم إذًا، أنتم إذًا (أي: أنتم كما عهِدتُكم لا تخشون في الله لومة لائمٍ).
حَقُّ الرَعيَّة على الأميرِ
أخرَج البيهقي عن الأَسوَد (بن يزيدٍ) قال: كان عُمر بن الخطّاب إذا قدِم عليه الوَفد سألهم عن أميرهم: أيعودُ المريض؟ أَيُجيب العَبد؟ كيف صَنيعُه مَن يقومُ على بابه؟ فإن قالوا لخِصلةٍ منها لا؛ عزله.
تفقُّد الأحوال
أخرَج الخطيب عن أبي صالحٍ الغِفَاريّ أنّ عُمر بن الخطّاب كان يتعاهد عجوزًا كبيرةً عمياءَ في حَواشي المَدينة (أطرافها) من الليل، فيَستسقي لها ويقوم بأمرِها (أي: يقضي حوائجها)، وكان إذا جاءها وجَد غيره قد سبقه إليها فأصلحَ ما أرادتْ. فجاءها غيرَ مرّةٍ فلا يسبق إليها، فرصَده عُمر فإذا هو بأبي بكرٍ الصّديق الذي يأتيها وهو خليفةٌ. فقال عُمر: أنتَ لَعَمْرِي!
عدلُ النبيّ ﷺ
لأشرف الخلق محمد ﷺ العديد من المواقف الموثّقة في العدل بين الناس، فعن أبي سعيدٍ (الخُدْرِيّ) قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيّ ﷺ يتقاضاه دَيْنًا كان عليه، فاشتدّ عليه حتى قال: أُحَرِّجُ عليكَ إلّا قَضيْتَني (أي: أوقعكَ في الحرَج والضيق إن لمْ تقضي دَيني)، فانتهرَه أصحابه، فقالوا: ويحَك! تدري مَن تُكلّم؟ فقال: إنّي أطلبُ حَقّي. فقال النبيّ ﷺ: «هلَّا مع صاحب الحقّ كنتُم؟ ثمّ أرسَل إلى خَوْلَة بنت قيسٍ فقال لها: «إن كان عندكِ تمرٌ فأقرِضينا حتى يأتينا تمرٌ فنقضِيكِ». فقالت: نعم بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! (فأقرضتْه) فقضى الأعرابيّ وأطعمه فقال: أوفَيتَ أوْفَى الله لكَ! فقال: «أولئك خِيار الناس إنّه لا قُدِّستْ أمّةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقّه غير مُتَعْتِعٍ» (أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه).
عدلُ أبي بكرٍ الصّديق -رضي الله عنه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ أبا بكرٍ قام يوم جُمعةٍ فقال: إذا كان بالغَدَاةِ فأحضروا صدقات الإبل نَقسم، ولا يدخلُ علينا أحدٌ إلّا بإذنٍ. فقالت امرأةٌ لزوجها: خُذ هذا الخِطام (الحبل الذي تُقاد به البعير)، لعلّ الله يرزقنا جَملًا. فأتى الرجل فوجد أبا بكرٍ وعُمر قد دخلا إلى الإبل فدخل معهما. فالتفت أبو بكرٍ فقال: ما أدخلكَ علينا؟ ثمّ أخذ منه الخِطام فضربه. فلما فرَغ أبو بكرٍ من قَسْمِ الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخِطام وقال: استَقِدْ (أي: انتقم منّي). فقال له عُمر: واللهِ لا يستَقِيدُ، لا تجعلها سُنّةً. قال أبو بكرٍ: فمَن لي من الله يوم القيامة؟ فقال عُمر: أَرْضِهِ؛ فأمر أبو بكر غُلامه أن يأتيه براحِلةٍ ورحْلِها وقَطِيفةٍ، وخمسة دنانير فأرضاه بها.
عدلُ عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه
تتعدّد قصص الفاروق عُمر بن الخطّاب في عدله بين الناس، ومنها عن مَكْحُولٍ، أنّ عُبادَة بن الصّامت دعا نبطيًا (والنبط هم قومٌ من العرب دخلوا في العجم والروم ففسدتْ ألسنتهم) يُمسك له دابّته عند بيت المقدِس فأبَى، فضَربه فشجّه (أي: شقّ رأسه)، فاستعدَى عليه عُمر، فقال له: ما دعاكَ إلى ما صنعتَ بهذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين! أمرتُه أن يمسك دابّتي أبَى، وأنا رجلٌ فيّ حِدّةٌ فضربتُه. فقال: اجلِس للقِصاص. فقال زيدُ بن ثابتٍ: أتقِيدُ عبدَك من أخيكَ؟ فترك عُمر القَوَدَ وقضى عليه بالدِّيَة.
وَصيّة أبو بكرٍ لعمرو بن العاصّ -رضي الله عنهما
أجمَع أبو بكرٍ أن يجمع الجيوش إلى الشام. وكان أول مَن سار من عُمّاله عمرو بن العاص وأمرَه أن يسْلُك على (أَيْلَةَ) عامدًا لفلسطين وكان جُند عمرو الذين خرجوا من المدينة ثلاثة آلافٍ، فيهم كثيرٌ من المهاجرين والأنصار. وخرج أبو بكرٍ يمشي إلى جنب راحِلةِ عمرو بن العاص وهو يوصِيه ويقول: «يا عمرو! اتقِ الله في سَرائركَ وعلانيّتكَ واستَحِيه، فإنّه يراكَ ويرى عملَك؛ وقد رأيتَ تقدِيمي إيّاكَ على مَن هم أقدَمُ سابقةً منكَ، ومَن كان أعظم غِنًى عن الإسلام وأهله منكَ. فكُن من عمّال الآخرة وأرِدْ بما تعمل وجه الله، وكُن والدًا لمَن معكَ، ولا تَكشِفنَّ الناس عن أستارِهم، واكتفِ بعلانيتهم، وكُن مُجِدًا في أمرك، واصدُقِ اللقاء إذا لقيتَ ولا تَجبُن، وتقدّم في الغُلُول "وهو الأخذ من الغنيمة سرا قبل قسمتها"، وعاقِب عليه، وإذا وعَظْتَ أصحابكَ فأوجِز وأصلِح نفسك تصلُحْ لكَ رعِيّتُكَ».
وصيّة عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- لوَليّ الأمرِ من بعدِه
عن القاسِم بن مُحمّد قال: قال عُمر ابن الخطّاب لوَليّ الأمر من بعدِه: «لِيَعلمْ مَن وَلِيَ ومن الناس أقوى عليه مِنّي لكنتُ أُقَدِّمُ فيُضْربُ عُنقي أَحَبُّ إليّ من أن أَلِيهُ».
وصايا عَليِّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- لأُمرائه
عن المَدائِنيّ قال: كتب عَليُّ بن أبي طالبٍ إلى بعض عُمّاله: «رُويدًا! فكأنْ قد بَلغتَ المَدَى (الموت)، وعُرِضَتْ عليك أعمالكَ بالمَحَلِّ الذي يُنادي المُغترّ بالحسرة ويتمنى المُضيّع التوبة، والظالم الرَّجعة».