في أعقاب تحديات 2008، قرر إيلون ماسك أن الوقت قد حان لبناء سيارة كهربائية جديدة لشركة تيسلا، لذلك انضم إلى فرانز فون هولزهاوزن، المصمم ذو الخبرة في تصميم السيارات، وبدآ معًا في تطوير سيارة موديل إس.
في منتصف عام 2012، وبعد أن كانت تيسلا على حافة الانهيار، أطلقت السيارة موديل S، سيارة سيدان كهربائية فاخرة، أثارت إعجاب السوق بفضل تصميمها المذهل وأدائها العالي.
موديل S كانت قادرة على قطع مسافة أكثر من 480 كيلومترًا بشحنة واحدة، والتسارع من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة في 4.2 ثانية.
من الناحية التقنية، حققت موديل S كفاءة استثنائية، حيث كانت تتفوق بشكل كبير على السيارات التقليدية في تحويل الطاقة، فالسيارات التقليدية لا تستطيع تحويل سوى 10% إلى 20% من طاقة البنزين إلى طاقة دفع.
أما موديل S، فهو لا يحتوي إلا على اثني عشر جزءًا متحركًا، وتبلغ كفاءته نحو 60%. ومن الناحية العملية، يعني هذا أن موديل إس يقطع مسافة تعادل 160 كيلومترًا لكل جالون من البنزين.
وبالإضافة إلى تصميمها الجذاب، أعادت تيسلا ابتكار تجربة شراء السيارات بالكامل، فبدلًا من الاعتماد على البائعين التقليديين، يمكن للعملاء شراء السيارة من متاجر تيسلا أو عبر موقعها الإلكتروني، وتوفر الشركة خيارات مرنة للاستلام، سواء من المصنع في وادي السيليكون أو ستقوم تيسلا بتوصيل السيارة إلى أي مكان تريده.
وبعد شرائها، لن تحتاج أبدًا إلى تغيير الزيت، وإذا كانت هناك مشكلة ما في السيارة، ستأتي تيسلا إليك وتقرضك سيارة أخرى بينما يقومون بإصلاح سيارتك، وفي أي وقتٍ بينما تقوم بشحن سيارتك، يمكن لمهندسي تيسلا تثبيت تحديثات البرامج عبر الإنترنت.
على الرغم من أن تيسلا بدأت في بيع موديل رودستر الأصلي في عام 2009، إلا أن الشركة عانت من أزمة مالية، مما دفع ماسك إلى رفع سعر السيارة رودستر من 92,000 دولار إلى 109,000 دولار.
ومن عام 2008 إلى عام 2012، باعت تيسلا حوالي 2500 سيارة رودستر.
وفي عام 2009، انتهز ماسك فرصة إغلاق مصنع فريمونت بولاية كاليفورنيا من قبل شركتي جنرال موتورز وتويوتا، واشترى المصنع مقابل 42 مليون دولار، وقد كانت تكاليف بنائه قد تجاوزت مليار دولار، مما جعل الصفقة مربحة جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت تويوتا 50 مليون دولار في تيسلا، مما عزز موقف الشركة.
في صيف عام 2010، طرحت تيسلا أسهمها للاكتتاب العام، مما مكنها من جمع 226 مليون دولار، على الرغم من تكبدها خسائر بقيمة 55.7 مليون دولار في العام السابق.
عندما أعلنت شركة تيسلا عن موديل S في عام 2009، وعدت ببدء تسليم السيارات في عام 2010، لكنها أنتجت ذلك الموديل في عام 2012.
وأعلن ماسك أن الشركة بدأت في بناء الجزء الأول من شبكة محطات الشحن، والتي ستنتشر في نهاية المطاف في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويمكن لأصحاب السيارات شحن بطارياتهم مجانًا، ويمكن للكمبيوتر الموجود على متن السيارة توجيههم إلى إحدى أقرب محطة.
ولكن في عام 2012، واجهت تسلا مرة أخرى وضعًا ماليًا غير مواتٍ. فقد حجز عدد كبير من الناس سيارة موديل S مقابل 5000 دولار، لكن قلة من الناس اشتروا السيارة. وقد أثار ذلك قلق ماسك، فطلب من جميع موظفي الشركة الاتصال بالأشخاص الموجودين على قائمة الانتظار. كما تفاوض مع لاري بيج من جوجل لشراء تيسلا مقابل مليار دولار ووعد باستثمار 5 مليارات دولار.
لم يكن على ماسك أن يغلق الصفقة مع جوجل. ففي غضون أسابيع قليلة، بدأت الأموال تتدفق، وباعت تيسلا 4900 وحدة من موديل S. وأذهلت تيسلا السوق في مايو 2013 بمبيعات بلغت 562 مليون دولار، مما تسبب في قفزة هائلة في قيمة أسهمها من 30 دولارًا إلى 130 دولارًا في يوليو.
أعلنت شركة تيسلا في عامي 2013 و2014 أنها تمتلك الآن التكنولوجيا اللازمة لتغيير بطاريات موديل S في 90 ثانية بتكلفة تعادل ملء خزان الوقود؛ كما أعلنت عن إصدار جديد عالي الأداء من موديل S وسيارة من الجيل الثالث تسمى موديل X. وكان من الواضح أن تيسلا ستواصل التميز وتغيير صناعة السيارات في العالم.