قرر إيلون ماسك بعد ذلك الانتقال مع زوجته إلى لوس أنجلوس، وبدأ الانخراط في مشاريع الفضاء. وانضم إلى مجلس إدارة جمعية المريخ، وهي منظمة غير ربحية جمعت العلماء والمهندسين الذين كانوا يطمحون لاستعمار كوكب المريخ. كانت خطة الجمعية تتضمن إرسال صوبة زراعية آلية صغيرة إلى المريخ لاستخدام تربة الكوكب وزراعة النباتات.
ومع تزايد اهتمامه بالمشاريع الفضائية، قرر ماسك استخدام أمواله لإنشاء شركة متخصصة في بناء الصواريخ الفضائية، ووجد أنه يمكنه استخدام صاروخ متوسط الحجم لإطلاق أقمار صناعية صغيرة، بتكلفة أقل من تلك التي يتم فرضها في صناعة الطيران والفضاء.
بعد بضعة أشهر من البحث، قرر ماسك الانتقال من الأفكار النظرية إلى التطبيق العملي. وفي يونيو 2002، أسس Musk شركة Space Exploration Technologies. (سبيس إكس) واشترت الشركة الناشئة مبنى مساحته 7000 قدم مربع في لوس أنجلوس لبدء العمل على بناء الصواريخ التجارية.
كانت رؤية ماسك واضحة: فبينما كانت الشركات الأخرى تطلب 30 مليون دولار لإطلاق حمولة تزن 250 كيلوغراماً إلى الفضاء، كان ماسك يخطط لجعل سبيس إكس تطلق حمولة تزن 650 كيلوغراماً مقابل 6.9 مليون دولار فقط.
قام ماسك بضخ 100 مليون دولار من ماله الخاص لتمويل سبيس إكس، وجذب مهندسين ومتدربين من أفضل الجامعات للعمل في الشركة.
اشترت سبيس إكس حقل اختبار في تكساس، حيث كان المهندسون يختبرون محركات الصواريخ. في البداية، كانت المحركات تعمل لبضع ثوانٍ فقط قبل انفجارها، ولكن بعد أشهر من التجارب، تمكنت الشركة من بناء محركات أكثر موثوقية.
تم الإطلاق الرسمي الأول في مارس 2006، وانطلق أول صاروخ لشركة سبيس إكس، فالكون 1، وانفجر بعد عشرين ثانية من الإقلاع. وانتشرت بقايا الانفجار عبر مباني سبيس إكس.
وبعد مرور عام أطلقت الشركة صاروخها الثاني، وهذه المرة نجحت المرحلة الأولى من الإطلاق، ولكن بعد خمس دقائق انفجر الصاروخ من جديد.
وكان من الواضح أن الوصول إلى الفضاء سيكون تحديًا أكبر وأكثر تكلفة مما تصوره إيلون ماسك، لكنه كان واثقًا أن النجاح كان مسألة وقت فحسب.
