وهي عشر جمل:
الجملة الأولى في السير من أول الخروج إلى الإحرام، وهي ثماني وظائف:
الجملة الثانية في آداب الإحرام من الميقات إلى دخول مكة، وهي خمسة:
الجملة الثالثة في آداب دخول مكة إلى الطواف وهي ستة:
الجملة الرابعة في الطواف:
فإذا أراد افتتاح الطواف إما للقدوم وإما لغيره، فينبغي أن يراعي أمورا ستة:
الأول: أن يراعي شروط الصلاة من طهارة الحدث والخبث.
الثاني: إذا فرغ من الاضطباع (وهو طريقة لبس الرداء بحيث يكشف الرجل عن كتفه الأيمن ويغطي الكتف الأيسر، ويقوم به الحاج في بداية الطواف، ويعيد الرداء إلى وضعه بعد الانتهاء من الطواف) فليجعل البيت على يساره وليقف عند الحجر الأسود، وليتنح عنه قليلا ليكون الحجر قدامه فيمر بجميع الحجر بجميع بدنه في ابتداء طوافه.
الثالث: أن يقول في ابتداء الطواف: "باسم الله والله أكبر، اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد ﷺ"، ويطوف.
فأول ما يجاوز الحجر ينتهي إلى باب البيت فيقول: "اللهم هذا البيت بيتك، وهذا الحرم حرمك، وهذا الأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك من النار".
وعند ذكر المقام يشير بعينه إلى مقام إبراهيم - عليه السلام - ويقول: "اللهم إن بيتك عظيم، ووجهك كريم، وأنت أرحم الراحمين، فأعذنى من النار، ومن الشيطان الرجيم، وحرم لحمي ودمي على النار، وأمني من أهوال يوم القيامة، واكفني مؤنة الدنيا والآخرة"، ثم يسبح الله تعالى ويحمده، حتى يبلغ الركن العراقي، فعنده يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشرك والشك، والكفر والنفاق، والشقاق وسوء الأخلاق، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد"٠
فإذا بلغ الميزاب (وهو ميزاب ذهبي يستخدم لتصريف مياه الأمطار من سطح الكعبة) قال: "اللهم أظلنا تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم اسقني بكأس محمد ﷺ شربة لا أظمأ بعدها أبدا".
فإذا بلغ الركن الشامي قال: "اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وتجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم".
فإذا بلغ الركن اليماني قال: "اللهم إنى أعوذ بك من الكفر، وأعوذ بك من الفقر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من الخزي في الدنيا والآخرة".
ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك فتنة القبر وعذاب النار".
فإذا بلغ الحجر الأسود قال: "اللهم اغفر لي برحمتك، أعوذ برب هذا الحجر من الدين والفقر وضيق الصدر وعذاب القبر".
وعند ذلك قد تم شوط واحد، فيطوف كذلك سبعة أشواط ويدعو بهذه الأدعية في كل شوط.
الرابع: أن يرمل (والرمل: الإسراع في المشي مع تقارب الخطى) في ثلاثة أشواط، ويمشي في الأربعة الأخر على الهيئة المعتادة.
الخامس: إذا تم الطواف سبعا فليأت الملتزم، وهو بين الحجر والباب، وهو موضع استجابة الدعوة، وليقل: "اللهم يا رب البيت العتيق أعتق رقبتي من النار، وأعذنى من الشيطان الرجيم، وأعذنى من كل سوء، وقنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما آتيتني".
السادس: إذا فرغ من ذلك فينبغي أن يصلي خلف المقام ركعتين يقرأ في الأولى: "قل يا أيها الكافرون"، وفى الثانية "الإخلاص" وهما ركعتا الطواف.
ثم ليعد إلى الحجر وليستلمه وليختم به الطواف، وهذه كيفية الطواف.
الجملة الخامسة في السعي:
فإذا فرغ من الطواف فليخرج من باب الصفا، و ليبدأ السعي من الصفا وليستقبل البيت قائلا: "الله أكبر الله أكبر، الحمد لله على ما هدانا، الحمد لله بمحامده كلها على جميع نعمه كلها" ثم إنه ينزل ويبتدئ السعي وهو يقول: "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم".
فإذا انتهى إلى المروة صعدها كما صعد الصفا، ودعا بمثل ذلك الدعاء، وقد حصل السعي مرة واحدة، فإذا عاد إلى الصفا حصلت مرتان، ويفعل ذلك سبعا، ويرمل في موضع الرمل في كل مرة، فإذا فعل ذلك فقد فرغ من طواف القدوم والسعي، وهما سنتان. والطهارة مستحبة للسعي، وليست بواجبة بخلاف الطواف.